تخيلني شخصا أرتديكم، تخليني شخصا منبوذًا مكروهًا أُنسيكم، تخيلني استعمارا تائهًا قاتلاً يحتلكم، تخليني طعاما دون ملح يـفسد على أجسادكم المتعة، قل أني اللّعينة التي أبعدت من أحبهم، قل إني الساذجة التي تعذب ولا تسأل عن حالكم ، قل أني المفرد الذي لا جمع له، قل بعد أن يَختل قلبك ..أنها هي وراء هذا الاختِلال و من غيرها، قل إني نوتة متطرفة تفسد مُوسيقاك ...لكنها فلسفة عميقة، فالحَقيرة في نظرك، هي الرائعة في نظر بعضكم والرائعة في نظرهم، هي المتعة في نظر الأخر ...لسْتُ هنا لأفعل ما تأمروني به يا سادة، أنتم من ثُبعثرون أنفُسكم و لكِنكم المُخطِئون دائمًا ...إنكم المُثيرون دائمًا ... للشفَقة طبعًا، أنكم إذا لبِستم عدسات الحزن و النّكد لا تزُيلونها ..أن نظركم المقزز الذي يتخيل .
إنني إذا أبعدت شخصا، لأنك لم تكن تسوى قشرة البصل في عينّي ذاك اللعين ...إنكم من تختارون لعب دور الضحية واقتباس الضُعف في الفيلِم الذي أخرجه ...أنا المخرجة بطريقة مختلفة، أنا مُوزعة الأدوار كما تُوزع السُحب الأمطار ... لكنني لا أجبر أحدا ... إنني أقوم بمُونْتاج بَسيط لبَعض الأدوار، لكنّني بالله عليكم لا أُغير شيئا ... إنني مجموعة صِفات من اختياركم . إنني من أَضع الآن أمَامكُم عَدسات الماضي وعدسات المستقبل ...كالعادة لتختاروا ... إنني من تختارون كيف تعيشونها ..أَنا الحــَياةُ .