قصة قصيرة

« مدرستي الجميلة»

حركاتي لعمامرة

 

لن أنسى تلك الأيام التي قضيناها بين جدران مدرسة قريتنا الوحيدة، كانت على أيامنا صغيرة لكنها كانت تسعنا جميعا،هي نظيفة وبهية الألوان لم نر في قريتنا مكانا يريح النفوس غيرها ... كان معلمنا عمار كلما لاحظ أوساخا بدأت تتجمع على جنباتها إلا واقترح علينا حملة للنظافة وجمع الأوساخ فكنا نقوم بذلك وبكل سرور، أما معلمة الفرنسية فقد كانت ترافق الفتيات لتنظيف الحجرات وقاعة الإطعام حتى تستحيل مدرستنا جنة على الأرض. هكذا كانت قريتي بشوارعها النظيفة وساحاتها التي تسحر الألباب ... تعجب التلاميذ من كلامي الذي لم يقنع كبيرهم ولا صغيرهم وهم يشهدون على زمن تردت فيه الأخلاق وأصبحت النفايات ديكورا في شوارعنا وساحاتنا، أما المدارس فقد تتألم لحالها الذي يحزن عليه العدو قبل الصديق ... مسكينة هي مدرسة قريتنا الوحيدة وما تعانيه من ظلم الإنسان، وأنا أمر ببابها الذي صار حديديا وأتأمل وجهها الشاحب الهزيل وكأني بها تسألني: أين ذلك الجيل الجميل، وما الذي أصاب الأجيال ... وبينما أنا كذلك إذ عبراتي تنهمر مدرارا علّ القادم فيه خير للجميع ...

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024