أعلم أنه من المحزن على شخص طيّب مثلك أن يعلم الآن أنّه إن عاش حقيقيًا فإنه سيموت. سيموت اجتماعيا ولن يحقّق أيًا ممّا يرمي إليه؛ على الأقل في الحياة الدّنيا لأن جزاء الله أحسن وأبقى.
فأن تكون طيّبا مع الأشرار ليس أمرا محبّذا طبعا بالنسبة لك، كما إن كنت صريحا مع من لا يقبل النقد فأنت حتما ستخسر الرّهان. شيء من هذا القبيل يجعل من الواجب علينا أن نكون حذرين وأن «نتقولب» في قوالب الآخرين لنبقى بخير ونحقّق ما نصبو إليه.
العلاقات البشريّة هي معضلة العصر لا أدري كيف لكنني أراها كذلك، فكلّ شيء أصبح يستند إلى العلاقات البشريّة التي تحكم البشر بين بعضهم البعض. المشاكل وحلولها، الطلبات وقبولها كما رفضها، الحب الكره الغيرة الانتقام.. هذه بعضها فقط ولك أن تتخيل حجم ما يمكن تغييره إذا سيطرت
إحدى هذه المفاهيم على تعامل شخصين أوأكثر مع بعضهم. فمهما تقلّد البشر من مناصب ومهما اختلف مستواهم التعليمي الثّقافي أوحتّى المعيشي فإن وصولهم إلى أهدافهم حتما سيعتمد على نوعيّة علاقاتهم الاجتماعية مع غيرهم، لهذا صار الجميع في هذا العالم يزيّف نفسه فقط للوصول إلى غاياته.
وهاهنا بيت القصيد مما أكتبه الآن «الزيف» الأقنعة.
رغم أن رحلتي لازالت صغيرة في هذا العالم إلا أنني أدركت أنه يجذر بالجميع البدء برحلة تلقين الذّات قواعد قبول الآخر كما هو، ولعل هذا يبدأ من النشء الجديد رغم أن النشء لا يمكنه التّعلم ذاتيا إنه ما نلقّنه نحن. فلنحاول جميعا أن نتعامل بحقيقية مع غيرنا وليكن الحب والتسامح خصالنا «الحقيقيّة» وليس لأجل تحقيق الغايات. فالنّبل بمفهومه الواسع من أجمل النعم التي ستأتي بالخيرات على العباد وحتما ستنعكس على المجتمعات والإنسانية جمعاء.