قصيدة:

همس الشجر

سعاد كاشا

من ذا أكونُ ؟ ومن تكونْ ؟
همستْ لي َ الشجرةْ،
بماضيها العريقْ،
إيهْ... كم هبَّ من ألمٍ،
كم بلّلَ المطرُ الغصونْ.
نطق التراب بثقلِه:
إنّي أنا المحزونُ فيكم،
كم من الأقدام داستْ،
كم من الأنهار ..قد جرفتْ رُفاتاً،
كم تطايرتُ مع الرّيحِ ...
ثمَّ هويتْ.
فاسترسلتْ في همسِها الشجرةْ،
لو كنتَ قد صنتَ العهودْ،
ما كان رّيحاً طيّرَكْ،
أرسلتُ جذعي في عميقِ الأرضْ،
هيا تشبّثْ بالجذورْ،
وكنْ عميقاً ... لا تُداسْ.
وهمستُ - مضطراً أنا - للرّيح،
أيُّ التراب - وحسبَ ما بعثرتِ من أزلٍ -
أيّ التراب يَلينُ لكْ ؟
ضحكتْ ... تعالتْ ثم عادتْ،
واحتوتني ... ثم قالتْ:
مَنْ خانهُ الحظُ وأفلتَ للجذورْ،
أذروه - طبعاً - كالهشيم ... ولا أصونْ.
فحمدتُ اللهَ في سرّي..
و قبّلتُ الغصونْ،
إذْ أبلغتني ....
من ذا أكونُ .. ومن تكونْ .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024