تسلّلت بين أصابعي كسمكة متملّصة من لغة المسافات
والرّوح والنّظرات
عرجت نحو المراغ وإشارات البياض
زنزانة الصمت نارها من رمل، تخور تجوش
رخيمية الظل والعثرات
تتنفّس هوى الأشجان وخطى القبرات
قالت: الورد للموتى لينعش مجالاتهم
والدعوات
وقفت أمام مرآتها مهشمة الحواف
فرثغرها إلى كم بنفسجة،توسد وجهها حافة
الغيب
أما الجسد فمنذور للبوار و الألم
...سمك يطلع من شهوة العافية
مشنقة العيد تجسد لي مدارج أنوثة يافعة
والقافية...
من عاداتي ألاّ أفرح بعصف الخريف وضيم النديف
تعتقلني الكلمات في مسارب جافية
تنفتح سماوات اللاشئ لتسألني عن هوية الضفادع
في فصل النقيق
والنّفس ترنّمت هذا اليوم، لكنها أمارة بالبوح
جراح النوارس مثلي محملة بنشيد الغروب
فكيف لي يا أخانا من الرضاعة
أن أسب حروف الرضوب؟
وكيف لجلفتنا أن تهيم بحقق الهم حين الهبوب
لذاك الجنوبي المهيأ لتفاحة من سهوب؟
إسترد مارد الأمسيات العجيبة مؤخرة الطيلسان
عفى عن زمان كان حلوا وعذبا وحتى
البيان آخذته مزالق الصمت
منحته حرية الكشف أخشاب قبر وماء زلال
كنّا نرقب هلال الوداع
وخطى السندان مبعثرة بين البسيط وبين الخبب
ليتسع غدير الوشاح لأنشودة من خشب
بحجم الثغر وملوحة الضباب الهائم بجذر السوسن، كانت معركتي الأخيرة مع التفكير في عيد ميلادها الممزوج بالعاج و أبنوس الجنوب، عيوني كسرت التراب وقبرات النبيذ، لم أعد أملك خارطة تتسع كلما ضاق الجبين، لا شاي لا ماء لا هواء، هذه مساحتي أعدها للوراثة القيصرية، بقربي عصا سحرية وملعقة – كريستوفر إكسبرايت – ملعقة فضية، وكأس ضوء وحشائش الفاوانيا، أما الشحارير فأمواج تحط متراصة على شجرة – بابلو نيرودا – المفضلة،يميني يعشق عمر الخيام وبعض الشراب الساحر المثير، أما يساري فقد تشقق من ذكريات الغدر، وقصائد النادل المنهمك بالقهوة بالحليب والمحيطات المنهزمة، حتى علب الطبشور الملونة، أما قوامات الأبنوس فلقد رضخت قسرا لقطط الحارة والدروب الوعرة، تبني الوجود من رفل البؤس والنعام وتواريخ الحرائق...يوميات شقراء شقراء، تحتوي ما ينمو حولها من عشب الشفاه المتعبة من صلات النأي في دقائق و شقائق النعمان، أنتظر بريد تعودته متخم بأناشيد الصبيان وهم يودعون مدارسهم، تجاوزت الأسماء والأشكال والحقائق، رحلت مسرعا مع الحضارة – البونيقية – وانحطاط المماليك، أما انهيار الإتحاد السوفييتي فقد كرست له الكثير من الفراشات المحترقة بفعل صعقة الضوء المتوهج في إبريز النجاة ومحابق عشتار، فجاءت البشارة محملة بحكمة الزمان الأسير في تنهيدة المضائق، فيا خلجان قلبي النائم في سديم الذكريات لا ترقبي انفجار الزوابع لما تثور البيد بضيمها المعهود، فأنا ضيف شرف عابر في مقهى المجانين، أين يمكنني تبادل أطراف العشق الصوفي مع أبي حيان التوحيدي وحافظ الشيرازي...بأعين باردة.