لم يعد يفصلني عن غابة المعنى
سوى سر في عيون الموج
لأتوّج صيغ الحناء بالجنون
أتهجى خطى الحب
ارحل في دليل الليالي المثخنة بالآثام
افكك رجج الأسماء اللاهثة في عجينة الصحاري
أرجعها أصل اللوثة أسئلة الدروب
وإذا شاخ الوقت تعذر الكلام
أمد بساط السلام
اهوي إلى قناديل الشعر
أطفأ حمى الجدران الهاوية إلى رتل الظلال
استنطق مفردات جامحة
أتسلى بغلال الشتاء
وإذا داهمتني موسيقى الرمال
أدس زند الرؤى دن الخيال
أواسي مجاري الضوء و رياح الأماني
اعلمها لغة العباءات الطرية
انصب لها خيما قرب زيتون العهود
ثم امضي بمجاديف الزمن المترهل
إلى الوجوه السابحة في صحاري الرمق
استل منها نجما يضئ كف الترانيم
ليلك السفر في متاريس البهجة
أعيش هذه الأيام و ضوء القمر
اكسر لفافة العشق
كي يضحك الموت بشفاه غليظة
يرتل معي صلاة الرعاة
يركن دابة الحنين صواري النحاس
بدايات الحياة
ألف الصباح في خرقة المجاري العابثة
اكتب على شمسها تعاويذ الموج
دمع البحر
ابكي كلما ازدانت السنابل بفراشات السهو
وفي مهب الشرود
دهشة المطر العابر قرب براعم اليأس
انهي اليوم قرب شبابيك الفصول
وعشب الشهوة
أطرز الأسماء والينابيع القشيبة
على جلد الغبار
و حينما تنام العصور / القصور / أغصان الجراح
ألوح للجة الفتح بمقافيل السرر المنتهية
وكان الليل نسيجا من صوف
يسامر الأحجار و الكآبة
ليل كنرد يحبل باحتمالات المرايا
ووجوه تتكسر كلما هب صهد التشهي
ليل يرحل قبل الوقت
إلى سكرة المشاعر
يهدهد الأجفان بوسن الغمامات الخفية
يلسع نبض الظلام بنور من شتات المصائر
و يعشق الإثم
بلادة الثلوج، كنه الرحيل إلى فلزة النخيل
لجسد يكتسي مفارق الرحيل
جسد هزيل
أنهكته السوسنة
يهز جذع الصور القتيلة
المصلوبة فتيل
أنسج من غيمة الفصول طرق الرجوع
اكنس عواصم الوجوه الواجمة
اصبغها تعب الكلام
وطء الصخور و الرخام و البخور
أنمق لمدن العرفان مجاهرة الأسرار و النسور
احلل تركيبة الظلام و القبور
أرتل مع قناع الصبح ما تبقى من دشم الدهور
ألطخ مرآة الجسد الموشى
المبهور تسانيم اللفظ و السرور
ثم امضي بساطة النيام والشعور
العابث بسحب الخصام
اهمس لفنجان الرفض المهمل المكسور
خرائف المسالك في ضفاف الريب
راسما بريشة الوهم
بمخمل الوهم آية النفور .