لم يكن الأمر سهلا على الإطلاق... لم يكن باستطاعتي السيطرة... كدت أن أفقد أعصابي، ولنقل أني فقدتها... دخلت في دوامة من الألم.. الحزن... اللوم... و الكثير الكثير من الكثرة. نعم كنت ألوم نفسي إني لا ربما لست جميلة أو «فاتنة» لدرجة أن تحبني و تغرم بي... هززت ثقتي بنفسي فأصحب في الحضيض، تتخبط بين أحضان الحنين...
تغيرت.. و تغيرت عاداتي... بدأت أقاوم و أتحمل الألم و أصمد، أصمد في وجه نفسي التي تذكرني في كل صباح أن أتفقد حاساباتك... وأن أرى منشوراتك وعدد أصدقائك فأكابر الدمع لكي لا ينهمر وأرسم بابتسامة مزيفة لأقابل بها نفاق البشر...
تحديت نفسي وتغلبت على كئابتي... وتغيرت، نعم تغيرت من الداخل قبل الخارج، لم أعد تلك الفتاة الضعيفة الهشة.. لم أعد تلك الفتاة التي أقصى أحلامها أن تحمل اسمك، الفتاة التي كنت تهوى قوتك عليها...
لم أعد أستطيع التعرف على نفسي في المرآة، بت أرى فتاة أخرى لم تكن تشبهني بصلة... إنها جملية... مرحة... و تبدو أنها سعيدة... بل هي حقا سعيدة... سعيدة لأنها تغلبت على يأسها وبنت من آثار حطامها وبمرارة الألم نفسها... الفتاة الحالة... المشاغبة... الطموحة... ولدت من جديد.