اعبقا تمرّ
ببهو الفؤاد
انت هكذا:
رنين يراود وحدتي
لوحة من النبع الشريد
وهلال خصيب
على مدار العمر
ترّبعتَ على طراوة النهار
ودثّرتَ مسامعي بالنجوى
لكني مشيت في الغلَس
وانسكبت،
فتقمّصت جوهر اللحظة
غرقت في شهد الاخيُلة
ونهضت في موكب الألوان
بانبهار النجوم العارية
ومعبر المُتيّقظ
أنا مرآة العابرين
كل وشوشاتي انسّلت خيوطا
في قمري المُتوّهج
اقحوانة شاردة
تصافح وتد البيت العتيق
فوق خاصرة الشِّعرِ
حديقتي عبق البلادِ
لم تستأنس بالفراغ
إلا نشازا قليلا
وأريد أن استقلّ رفيفَ الربيع
دون التماع الفصول الشحيحة
ولا أغنيات الحرب
هيهات أن كان للجسد اليباب
ريحان مُنهمر
في بلاط الروح
الغربة شذرة يتيمة
في أدغال المتربصين بالكره
لكن لوني يمتزج بين الاهواء
ولا يتنكّر لنأمات الحبيب
ما كان للعمر خفّة
ولا لدفاتري ثِقل
سرّ الفجر يحملها مرّات متأهبة
كل الوداعة تجيء إليك
ومرات تدغدغني
نحن الذين نخطف صلاة المُتيّم
الصفصاف يعرفنا
كغمامة غيث متفردة
نسقي الحلم المنطفئ
وأنت الضياء
في قنديل الأمنية
وأحب صوتك
وامشي ندية
كزهرة الاركيد
في ربوع ضحكتك.