خاطرة

إنســانــــة

إيمان بن ساسي / بسكرة

تتوارى خلف جدار قوتها  صمودها ترتدي الإبتسامات على مقاس الحزن الذي تريد أن تستره عن عيون وأفواه البشر. هي تعلم أنّك ستتخذ شكل المغفّل في أعينهم إن أنت أريتهم أثر الحرق في قلبك. كيف يمكن لفتاة بهذا القدر من الكبرياء أن تعيش وأن تقاوم أكثر. بشر لا يفرّقون بين النصيحة والوقاحة! كم من متر مربع بقى في قلبها الذي تضخّم بفعل الظّروف وتأقلم معها أن يتسع أكثر.
يدفعها الآخرون من إرتفاعات شاهقة تصطدم بالأرض لكنها لا تمت إنّما تصبح أشد صلابة! يتوسّع قلبها ويتكلّس فيها كل لين؛ ويلف روحها غشاء خشن صنعته أيادي البشر. البشر إنّهم قساة جدا يا صديقي. ثمّة جرعة من السكينة تحتقن تحت جلدها، ثمّة أصوات تصدر من بسمة تعدّل أكمامها لترتدي شفاهها.. رغم هذا.. إنّها مصابة بداء الأمل. لا أدري إن كان المصطلح صحيحا إنما الشيء الذي لا يزول إن لم نتصرّف بعكس ما يجب عليه أن يكون يسمّى مرضا..
تستمر بالمقاومة، إلاّ أن تقول أنتم تحزنوني أنتم تجعلونني أتلاشى أنتم تحاولون جعلي أن أكون كلّ شيء إلاّ أن أبقى أنا. الصّمت اللّعين مجددا وأعاصير الكلمات تعصف بدواخلها وغير ذلك لا أحد يبالي من حولها.. لقد فكّرتُ في كلّ شيء من قبل إلاّ احتمال أن أصل إلى مفترق يقول كوني مثلهن أو تيهي في طريق لا تشبهين فيه أحد. إنها حقا لمفارقة بائسة؛ إنها كارثة! إن كانت الكلمة فعلا تعني ما أريد أن أقول إنه أمر بغيض جدا ولكن..
بعض من الرضى والسلام يحلّ بعد تلك «الكارثة». يبدو أن الكوارث تعطي بعض الرّاحة ربّما لأن فيها من الشّجاعة ما يجعل بعدها مُرضيا وإن كان مكبّدا بالخسائر، مريحة وإن كانت مزيّفة وغبيّة إلاّ أنها تمرّ وأمر أنا إلى الضّفة الأخرى بعد وقت طويل من المكوث هنا! هذا جيّد لكن بشكل حزين.. بعد هذا فقط كان عليها أن تدرك أن الأمور غالبا لا تسير كما نريد لها أن تكون بل بما يريده المجتمع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024