تقضي جل يومها في ذات المكان، يشغلها حشد من علامات الاستفهام، تصل بها الحياة إلى حدّ الاختناق. تتدفق الأفكار في عقلها بلا توقف تحاول السيطرة على زمام الأمور كالعادة، لكن الحياة تفعل فعلتها وتجبرها على التقبل والرضوخ وتشد الخناق على روحها وتقنع نفسها بما يسمى القدر. باتت كل الألوان في منظورها نفس اللون ولا تفرق بين الفصول، ففي عينها جميع الفصول أصبحت باردة وقاسية كفصل الخريف. رمادية أحشائها وفراغ قلبها إن دل على شيء فهي خسارتها في معركة الحياة وتضحيتها بأحلامها لتكمل الطريق بدون نفس ولا روح تبقى أم تكمل الطريق لإرضائهم ..! استقرت في اللامكان فأصبحت هذه حياتها فلا استرجعت نسختها السابقة وليست هذه هي.