صمتك، مريب يزعجني
يجعلني أصارع الرغبة فالفرار
تم يدفعني لسدّ المنافذ وتحصين الأسوار
....
صمتك، رهيب يقلقني
كل يوم ألف مرة
يحرقني في عزّ الشتاء بألف جمرة
يضيع من قدمي الطريق
يحفر لي حفرة.. فحفرة.. فحفرة
.....
صمتك شبح متشرد
لآخر الدنيا يطاردني
في عمق الحمم يزرعني
وعلى لفحات الجليد يحصدني
يحرمني نعمة الهدوء
وفي جوف القلق يسكبني..
......
صمتك جدار بارد لا لون له
مدينة محطمة، تسكنها النار والأشباح
واد جف وهجر
فذبلت فيه الحياة
ورحلت عن ضفافه الأفراح
......
صمتك، مقبرة تفر منها نظراتي
دفنت فيما بسماتي
وقدمت قربانا في معابدها آهاتي..
........
صمتك، أكذوبة
تنسخها بغرور يضايقني
خرافة بها تستهويني
وفي قوامها تغرسني
بها للمجهول تأخذني
وهنا تختفي وتذرفني
.....
صمتك، حرب خاسرة
مجبر عليّ خوضها
معركة لا تتساوى فيها الأسلحة والأساليب
ميدان ملغم بالحيل، بالغيرة، بالشك والألاعيب
.....
صمتك هذا،
شخص غريب يحدثني لغة لا أفقهها
دخيل، غازي متسلّط
يتحدى كل القوانين
يتجبرن يغتصب، يدمر
أسوارا، أفنيت عمري كله أشيدها.
.....
صمتك حكاية غامضة
تبدأ من نقطة النهاية
تلبسها الكآبة مند البداية
.....
صمتك، ذوي مهول
يزعزع الخلوة.. يهز الكون ويقلق النيام في غفوة الرواية
ضمتك صرخة من عمق الإنسان
كاس مملوءة بالحسرة بالدمع والأحزان
هجرة معذب لمنفى النسيان
....
صمتك، قدر أخرس
لملحمة غابت عنها الكلمات والألحان
وعجز أمامها أفصح لسان
.....
صمتك، مريب يعذبني
في عمق الحمم يزرعني
وعلى لفحات الجليد يحصدني.