قصة قصيرة

إساءة

عبد القادر رالة

   نهضت وقلت له إني ذاهب... فسألني لماذا أنا مغادر باكراً؟... رددتُ بأسى بأني تذكرت أمرا ... تركته خلفي مضطجعاً على الأرض... لا أصدق أني تحدثتُ معه كل هذه المدة الطويلة، وابتسمتُ له، بالرغم كل ما بدر منه، وبالرغم كل ما فعله معي! بل العجيب أنه أذاني ويصرّ على القول بأنه أحسن أصدقائي، بل أني أفضل من أخيه!
   يعتقد أني نسيت لمجرد أني ضحكت معه، وشربتُ من قهوته، وقد دعاني أكثر من مرة إلى بيته ورفضتُ في داخلي، أكره هذا النوع من البشر، وهم مبغضون من الجميع، لكن عيبي أني جبان، ولا أقول طيب القلب أو متسامح وإنما جبان! لأنني لم أستطع أن أواجهه، وداريته لمدة طويلة ولا أزال.. ابتسم في وجهه لكن ما نسيت إساءته...
   التفتُ فألفيته لا يزال مضطجعاً يتابعني بنظراته... عيناه.. لم أفهمهما.. عن ماذا تعبران؟ هل يريد أن يقول شيئاً؟ أكبر مشكلة بالنسبة لي أني أتذكر.. هل هو نادم ؟ هل هو جبان مثلي ولا يستطيع أن يعترف بخطئه؟ أم أنه يدرك بأني أعرف بأنه من أساء إليّ وطعنني من الخلف!
  ملامح حزينة.. يضحك معي وينشرح إلى أبعد الحدود لكن لما أتركه وحيدا.. ذاك التعبير على وجهه لم يتغيّر أبداً.. ربما حاول أن يعتذر لكن نفسه لم تطاوعه..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024