قبل كل شيء دعوني أخبركم معنى الخيبة حسب ما جادت به قريحتي الصباحية:
الخيبة هي أن يراودك حلم أشبه بالحقيقة تجد فيه نفسك في شوارع لندن وأنت تتسكع داخل أزقتها الجميلة، لتلج أشهر مقاهي عاصمة الضباب وتطلب قهوتك السادة مع القليل من الفطائر اللندنية وأنت تتصفح كتاب حديث الصباح لأدهم شرقاوي، ورائحة أشجار الياسمين تفوح في الأفق، لتستيقظ على صوت هاتفك الجميل الذي يعتبر ثاني أنكر الأصوات بعد صوت الحمير أكرمكم الله. {يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايّ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} أما بعد: صباح الخير لكل من استيقظ وترك أحلامه الجميلة نائمة، وترك شوارع لندن وصاحب المقهى الجميل ليصطدم بالواقع المزري والمرير.
صباح الخير لكل مكافح لا يرضى بالاستسلام مهما كانت الظروف، ولكل من خارت قواه بحثا عن لقمة العيش. أنتم فعلا تستحقون وسام شرف هذه الحياة. أما الخيبة الحقيقية ليست لندن وشوارعها ولا هي ذلك الحلم الذي طالما راود الشباب إنما الخيبة الحقيقية أن تقرأ كل شيء إلا القرءان وأن تموت على غير طاعة الله.
اللهم إنا نسألك السلامة.