خاطرة

تعبـــت

يوسف ابراهيم انصار

تعبت من شعب لغته العربية محدودة في كيفية كتابة اسمه، ثم يسب شخصا بحجة انه لا يتكلم إلا الفرنسية. تعبت من شعب رفض تلقيح أولاده، ثم يلوم الطبيب لأنه لم يجد دواء للبوحمرون. تعبت من شعب يسرق في عدادات المياه والكهرباء، ثم يطالب حكومته بالقضاء على الفساد. تعبت من شعب ضد المرأة المتعلمة  لكن عند مرض زوجته أو ابنته لا ينفك يبحث عن طبيبة للتكفل بحالتها.
 الناس هنا دائما على صواب - بحسب ما يظنون -. أنا لا أؤمن بذلك، جميعهم أو كما صحّ القول، أغلبهم يفضلون تناول نوع قهوة معيّن، يحاولون أن يصبحوا كاريكاتير واحد، مرسوم بأدمغة جميع الناس. في هذه المنطقة السكانية، الناس تحب السفر. هذه المعلومة لا تفيد، لكن الأغلب لا يحتمل العيش هنا. الأغلب يريد الهروب، ولا أحد يملك أجنحة. لو أنهم فقط يملكون، أو الحمد لله لأنهم لا يملكون، وإلّا ستدمّر أحياء سكنيّة بعيدة من هنا. هؤلاء الناس مثيرين للاشمئزاز. ومن الممكن أن أكون واحدة من هؤلاء المثيرين للاشمئزاز....
 إن أنبل شيء نفعله لجنسنا، هو أن نتوقف عن التكاثر، ونمشي جنبا إلى جنب نحو الانقراض فلا يغير الله بقوم شيئا حتى يغيروا ما بأنفسهم...
حين تعيش ببلد كل أحداثه معقدة، مشتبكة، حتى الجو معقد، لا أنت تفهم كيف الأحداث تبدأ ومن يبدأها ولا تعرف كيف تنتهي ومن ينهيها. والأدهى من ذلك أنك لا تفهم من مع من ولا من ضد من! أين المصلحة؟ منذ متى المصلحة؟ .. كيف.. متى ..لماذا .. لا تعلم!
حين تعيش كل هذا لا تحلم بنفسية مستقرة. انتظر لتستقر البلاد أولا!

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024