القاعة عملاقة وذات هيبة خاصة تجبر القاعد وسطها بالتزام الوقار والسكون، القاعة واسعة الأرجاء، شاهقة الإرتفاع تذكرني بقاعة الحفلات في زمن الصبا أيام بوديسان ولامارة وأغينه القمر الأحمر .. القاعة عامرة بالحاضرين غرباء وأولاد البلد الذين مضى على افتراقهم أياما عديدة وسنين ممتدة.. يجلسون على كراس وتيرة حمراء قبالة شاشة ضخمة ذات إطار هو الآخر أحمر ومشرشف.. الصور تتابع الواحدة بعد الأخرى عبر آلة العرض وتغوص بنا في أعماق فنّ الرسم ومدارسه العديدة. يجلس بسحنته القصيرة وراء ذلك المكتب الضئيل ويلقي بكلماته عن عالمه التشكيلي بصوت جهير كمألوف عادته.. يساعده جاره بالمكان بين الحين والحين في ترتيب صوره بجهاز الحاسوب.. الهدوء يخيّم على القاعة إلا من تلك النقرات التي تصدرها بين اللحظة واللحظة كاميرات الهواتف النقالة، تسجل ذكريات المستقبل وخطوات اللقاء ومشاعر التعارف فتشاع عبر مسالك التواصل الاجتماعي.