شاب في مقتبل العمر.. أغلقت عنه كل الأبواب وانقطعت عنه كل السبل.. يقف على شاطىء البحر ليلا.. أو بالأحرى على حافة الموت يتجه نظره نحوالجهة الاخرى آملا الوصول إليها.. يخطو خطوات سريعة باتجاه قارب الهلاك يركب على متنه تاركا ورائه أما تنتظر
قدومه وملامحها كلها حسرة.. أختا لا سند لها غيره وابا لطالما سهر الليالي مجّدا ليرى ابنه يوما ما ناجحا.. طبيبا ربما.. أو محاميا.. أو حتى مهندسا.. فالآباء ينتظرون الكثير من إبن كرَّسوا جل حياتهم من أجل تعليمه، تربيته، وتلقينه أهم دروس الحياة أين تكمن العلة؟ هل في وطن يحمل مسؤولين غير قادرين على توفير أبسط شروط الحياة لشاب عشريني! أم أن الخلل في شباب الْيَوْمَ لا يعتمد سوى على غيره! وينتظر من دولته البائسة توفير كل شيء.. لما لا نغير طريقة تفكيرنا أولا لما لا نسعى لتغيير أنفسنا قبل كل شيء؟ لما لا يبدأ التغيير من داخلنا قبل أن نتهم وطنا بريئا ونحمّله مسؤولية فشلنا؟ قوارب الموت تلك تحمل يوميا الآلاف طمعا في الحصول على مستقبل أفضل نعم لقد مضى زمن المبادئ وها هو ذَا زمن الهجرة.. روحك التي رميت بها في ظلمات البحر ستكون مسؤولا عنها.. ستسأل عن حالها.. فحكم من هلك في البحر كحكم من انتحر! اسعوا إلى التغيير بدل الاستسلام للواقع اسعوا إلى البحث والجد والعمل بدل السعي وراء أقصر السبل وأسهلها! طريق النجاح صعب لكن لذة الوصول أطيب وأحلى.