التقيت بمحمود الممرض بالمركز الصحي وتألمت كثيرا لما أخبرك بالفحص الطبي الذي يجروه موسميا لتلاميذ المدارس...
لم يكن يعلم أن سعيد هو ابنك وبأنه يدرس في مدرسة ابن باديس الابتدائية ، في الطور الخامس..
قال لك : ـــ أعذرني ابنك ليس مثلك فأنت أنيق ومتأنق ! بينما هو... ولا تسئ فهمي ... لما طلبت منه أن يكشف عن صدره وجدته اسودً من الوسخ ...
لو لم أعرف أنه ابنك ... لو لم أقرأ اسم العائلة، اسم الأب واسم الأم لكنتُ أخبرت معلمه أن يعاقبه أشد العقاب!
ولما عدت حدثت أمك عن ذلك ، وأن سعيد بهدله أمام الممرضين ، فصرخت فيك بأعلى صوتها ، بأنها تغسل الملابس ، وتهتم بأن يكون مئزره دائما نظيفاً ، وتطبخ ، وتحضر له قهوة الصباح والمساء ، وتراجع معه قصار السور والحساب البسيط كالجمع والضرب ...
وتقول أنت :ــــ لكن يا أمي النظافة من الايمان والوسخ من الشيطـــــــــــــــــــــ....ان...
تصت قليلا ثم تقول لك وهي تبتسم بسخرية : ـــــ أليس الشجار مع الزوجة وضربها بعنف وطردها من البيت من عمل الشيطان ... اليس حرمان الابن من أمه لمدة فاقت الخمسة أشهر من عمل الشيطان...
لم تنبس أنت ببنت شفة...خرجتُ ثم دخلت... ثم خرجت وتمشيتُ في الحوش قليلاً...
وقفت عند العتبة ثم قلت لأمك : ــــــ اذهبي غدا أنت وجارتنا رحمة ورقية إلى سي مصطفى واطلبي من ابنته أن ترجع الى بيتها وابنها إذ أرادت...