الأم وردة عطرة، منبع حياء وعطاء وتجديد للروح، مدرسة يتعلم فيها الإنسان كل أبجديات الحياة وأساسياتها.
أما عن أمي..حبيبة روحي..قرة عيني..غاليتي ..نبضي..أنا آسفة إن آلمتك يوما بدموعي، فإنه ليس للمشتاق حول ولا قوة...صعبة هي يا أمي أني لا أعرفك..وأني كلما أردت ذلك أتوجه إلى إخوتي والجيران...كم كنت عظيمة...من التي تنجب أحدى عشر طفلا؟ فارق السن بين كل منهم لا يتعدى العامين، وتقوم بواجباتها نحوهم ومعرفة شعور وما يحتاجه كل منهم!! لكنك قمت بذلك على أكمل وجه...كان دورك مذهلا في تربية هؤلاء الأطفال...أطفال نعم في غيابك لا زلنا أطفالا...كل منا تمنى لو أنه قام من فراشه على صوتك...تناول فطورا مجهزا من تحت يديك...تمنى لو أنه غادر المنزل بقبلة منك، تتبعها دعوة خالصة تهوّن عليه متاعب الحياة...لو أنه هرول إلى حضنك فرحا مسرورا باستلام شهادته...تمنى لو حضرت عرسه ووضعت الحنّاء على يده مع إطلاق زغرودة حلوة من حنجرتك الغناء...تمنى وتمنى وتمنى...كلها أمنيات...كم كانت الحياة رائعة وخيالية معك، بالرغم من بساطتها ونقص في مواجهة صعوباتها... كنت عظيمة، طباخة، ممرضة، أم وأخت وصديقة، معلمة بالرغم من أن قدماك لم تطأ المدرسة يوما...لكن اليوم حال حياتنا...لن أتكلم عنها فمجرد قول حياة بلا أم تكفي للتعبير...أمي...لا زلت حاميتي وسندي..وطني.. وجمهوري...لازلت تشكّلين سدودا أمام سيول وعواصف متجهة نحوي...أمي الغائبة سامحيني...رحمك الله ورفعك درجة في الجنة...يا فرحة قصيرة عشناها.