شاب يتمنى حين يكبر أن يكون له منزل، زوجة، سيارة وراتب محترم ... وإلا فالهجرة للضفة الأخرى!
أوقفته وقد تغرغرت الدموع في عينيه ...
وسألته : ما هومستواك الدراسي؟ فقال : « أنا طالب جامعي تخرجت منذ مدة طويلة، واﻵن أجوب الطرقات والدكاكين للبحث عن عمل شريف أكسب به قوت يومي وعائلتي»
تعجبت لهذا اﻷمر، أحقا أصبحت الحقوق أماني في بلدنا؟
أحقا طغى الفقر في بلاد اﻷغنياء؟ وتلك البقرة، ألم ينتهي حليبها. فقد طال اﻷمد والحالب يشرب ويرمي ... وغيره يتمنى القطرات، فهو شريك في البقرة! أهذا هوالواقع أم أنا في جولة في عالم الخيال؟
لا، فمعظم ما نتخيله طعمه حلو. وما أسوء طعم هذا الواقع!
تذكرت حينها مقولة صادفتها يوما تقول: « وطني هوالمكان الذي تحفظ فيه كرامتي ويكون فيه معاشي «
تبسمت حينها للواقع السيئ وأخبرته « أن يعيش ضعفه أمام الله فقط ثم يواجه واقعه بكل قوته» وأنه لن يصل أبدا إلى وجهته إذا توقف عند كل كلب ينبح ليرمي عليه الحجر «.