كل فرد منا له شخصية تكونت من مواقف عاشها، وأخرى استنتجها مما عاشه غيره، آراء الناس، ... ولأن الإنسان محاط بجمع من البشر فيهم القوي، وكذا الشرير. فضلا عن أن الحياة القانون الساري فيها صار قانون الغاب، فالقوي يأكل الضعيف، وشعاره كن سبعا وإلا أكلتك الضباع، لذا فأفضل وسيلة للهجوم هي الدفاع.
هو أسلوب كأنك تنشئ قشرة أو غلافا، وربما حاجز نمنع به الآخر من معرفة داخلنا، ضعف فينا إي نعم. نعرفه نحن وفقط يجب أن لا يدركه الغير، نغلفه بصرامة من فعل وقول، حركات وإيماءات. نظهر أننا أقوياء وشعارنا “يا حيط ما يهدّك ريح” .
لكن فجأة ودون سابق إنذار نفشل، ويبدأ السقوط من الداخل. يأتي شعور يخالطه احساس بأن هذا الجسم ومكونات شخصيته على وشك الانهيار، فالقشرة المغلف بها شخصيتنا بدأت تتشقق، وذاك الجدار سيسقط، وبوادر لظهور آيات نقاط الضعف التي لطالما جاهدنا على تقويتها، وإخفائها على من نلتقيهم في الحياة، لينطق لسان الحال من دون رغبتنا ويردّد ما قاله ديستويفسكي “ لا تصدق هذه القوة يا صديقي فأنا هش من الداخل “، وكما قال أدهم الشرقاوي في مقاله: “عندما ينهار الأقوياء ..” لا تنخدعوا بالمظاهر ليس كل الأقوياء أقوياء حقا هناك قشرة صلبة نغلف فيها أنفسنا لنحمي هشاشتنا من الداخل.” وخير ما قيل قول جلال الدين الرومي” أيها اللاشيء الثقيل من أخبرك أن صدري متين، وأن جداري لا يهد ولا يلين، من أخبرك أن روحي لا يتعكر لونها، وأن قلبي لا يكسر كجرة طين”.