كانت عمتي زهية مولعة بالحمير كثيرا، واشدّ ما تشتهي ركوبها لكي تسقي الماء. وكانت أيضا تبتغي سرقة الحمير وبالأخص حمير عمي مكي وكان ذلك يغضبه كثيرا..
وكانت تحتال بأن تضع الشعير أوالبرسيم في طبق وتقربه للحمار فيبدأ في الأكل والمشي بهدوء بدون أن يثير أحدا بنهيقه الحاد...
وفي كل مرة لا يجد فيها الحمار يهتاج ويصرخ، وحاول أن يعرف من يفعل ذلك، لكن عمتي كانت ذكية فكان الإحباط يتملكه دائماً!
وفي يوم من الأيام قال لابنه إذ أمسكت من تسرق حميري فإني أزوجها لك... ولم ينتظر ولده أن يتكلم... أعلم أنها فتاة شقية فالشبان قليلون هنا، وهم يخشوني .
انتظرها ... وجرى وراءها سبعة سنوات حتي أمسكها، عرفها لكن انتظر حتى تكبر لكي يُوقع بها ويتزوجها، إذ وجدها جميلة بشكل مذهل، جميلة رغم أن وجهها خالٍ من مساحيق التجميل! وتغلب عليها ملامح الطيبة والبراءة الطفولية، وحينما عرف بأنها هي سارقة الحمير فكأنه يكتشفها أول مرة ..
وخطبها مكي من والدها غير مصدق بأنها هي من كانت تسرق الحمير، فكيف لهذا الجمال أن يمارس شقاوة مثل هذه؟...
وزجها لأبنه كما وعده ولها الآن ثلاث أولاد وبنت وأربع أحفاد...