هاجرت باحثة عن الأجوبة وفي كل مرة لم أجد سوى تبريرات غير مقنعة لم افهم يوما ماذا حدث أو ماذا حصل؟ كيف اضمحلت تلك المشاعر، كيف ذهب ذلك الحب مهب الريح؟ بعد أن كنا أسرى عواطفنا، اجتاح الكبرياء ساحة المعركة وحررنا من تلك القيود الموجعة، أنت تعرف وأنا كذلك لم يكن خطئي أوخطأك كنا نريد التحكم في بعضنا، فأصبحنا كدمى «الماريونيت» ترميني في شاطئ وأرميك في آخر، نهين عقلينا ولم نرحم قلبينا، أفرطنا في العشق فحجبت عنا قواعده، انتهكنا حقوقنا، خرقنا القانون وتمردنا على العادات، وانتهى بنا المطاف غرباء..
شرب كل منا من كأس الغضب والأرق، حتى انطفأ ما كان بيننا، رحلت ملائكتنا ممسكة يد بعضها البعض، هجرتنا وتركت لنا العقلانية والنسيان، أصبنا بالزهايمر فصار لقاء الأحباء مرور الأغراب، كنا مثال الحب والصدق، صرنا مثال الكبرياء والغرور. تجبرنا وطغى جبروتنا على القدر مسار الذي كاد يفقد صوابه فكلما خلق لنا صدفة نسينا الصدفة وركزنا على قرارنا، اقصد عنادنا. لم يكن قرارا كان غباء وطيش مراهقة نقلنا من مرحلة الطفولة للنضج والوعي. يروقني الوضع فالأمور تجري كما يجب، والأشخاص في أماكنهم والمشاعر تتماشى كما أحببنا.. مجرد خرافة أردنا جعلها واقع لذا تركنا لبعضنا هدايا الميلاد التي ستبقى هاجسا لتذكر عيوب الآخر.. وأخر قولنا «هي / هوناس ملاح وفيه الخير الله يبارك».