وَتَرُ الرَّحِيلِ

محمد عبد العزيز شميس / مصر



وَظَنَنْتُ أَنَّى قَدْ قَتَلَتْ فُؤَادُي
نَغْمُ عَقِيمَ الْحِسِّ وَالْأَلْحَانِ
وَسَجَنَتْ عمري في حَنَايَا أضلعي
يُمْسَى وَيُصْبِحُ في أسي وَهَوَانً
قيثارتي وَهُمْ يُزَلْزِلُ خطوتي
وَاللَّيْلَ سَوْطٌ وَالرَّجَا بُرْكَانٌ
وَالنَّبْضَ يُسْرَى في الْعُرُوقَ مُدَمْدِمًا
سَأَمَ الْحَيَاةِ في فُؤَادَ جَانٍ
قدري وَأُقَسِّمُ أَنْ يُبَدِّدْ حيرتي
يَحْصَى ظَلَامُ اللَّيْلِ وَالْأحْزَانِ
إني رَأْيَتُكِ تُشْرِقِينَ عُذُوبَةً
فَظَنَنْتُ أَنَّ فُؤَاديا جِنَّانٌ
وَسَمَّعْتُ لَحْنًا مَنْ شَفَّاكِ مُغَرِّدَا
أَحَيَّا جُمُودَ دَامَ في الْوِجْدَانِ
شَفَتَاكِ هَمْسُ في الْخَيَالِ خَمِيلَةً
عَيْنَاكِ تُقْسِمُ أَنَّهَا عُنْوَانِ
كُلَّ الزُّهورِ قَدْ تَدَاعَتْ لِلْهَوَى
وَبَكَيْنَ وَجْدًا لِعَبِيرِكِ الرّيحَانِ
اللَّيْلُ أضحى مِنْ رِيَاضِ حبيبتي
بَدْرٌ يُزَيِّنُ اللَّيْلَ مِنْ بُسْتَانٍ
وَلَقَدَّ بَكَيْتُ عَلَى أيامي الثَّكْلَى
وَتَضَرَّعَتْ شُكْرَا للذي سَوَانِ
يَا مَنْ خَلِقَتْ كي تكوني حبيبتي
سَوَّيْتُ فِيَا شَمْسَ وَحِرْمَانِ
فَلَقَدَّ رَأيَتُكَ في خيالي جَنَّةً
الْفِرْدَوْسَ يومي مِنْ جَحِيمِ زماني
إني عِشْقَتَكَ في الحياة نَدِيمَةَ
وَالْكَأسُ كأسى في الْهَوَى سَكْرَانِ
يَا بَدْرِ قُلٍّ أَلَا تَحْسِينُ بَأنِهَا
رُبَّ الْجَمَالِ الباقي لَيْسَ الفان
لِقَدِّ نَشَدَتُكِ في الْهَوَى أسطورة
ليلاي أَنْتَ الصَّفْحُ وَالْغُفْرَانُ
إني عَبْدَتَكِ في مَعَابِدَ نشوتي
لَوْلَا الْإيمَانَ لَقُلْتُ رَبٍّ ثَانٍ

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024