عندما يكون استنشاق الهواء النقي خانقا، والانتحار من أعلى الجسور أمنية، عندما تترك الحياة خلفك وعبراتها كذا، وتتساءل ماذا عن سكان المقبرة أيشتاقون لي كما أشتاق لهم، حينما ينفطر قلبك لفقدان شخص وغيابه عن هذه الدنيا، عندما تفكر هل يتذكر تفاصيل هذا المتحرك أم آن الصمت الذي يقيم فيه أنساه كل الأصوات وملامحها، كأنه ارتاح جسميا ونفسيا، تخلص من قيود العالم الذي يقودك تارة للجبن وتارة للإجرام وغالبا للجنون، لتنتهي بحسرة على عيشك وسط الأوهام والخيالات التي تنجلي عند أول إشراق للشمس، حينها ستجزع من كل قلب ينبض وكل كلمة تسمعها وكل يد تعزيك، تتحاشى الأحاديث وتعشش في العزلة الأبدية لتلقى من أحببت في ظلمة الليل أوتقهر الوحشة في قعر التعاسة... ذلك ما أسميته عناق الموت.