اللاجئ السوري الصغير

أمال عائشة / مستغانم


أتذكر ذلك اليوم كأنه، أمس؛ لقد تحطمت كل أحلامي وآمالي لحظة تغير قدري، لم أكن ممن تهزم الحياة بسهولة ولكن الرياح تجري بما تشتهي الأيام . وسط الزحام والانكسار وقف شاب شامي الوجه، يحمل في يده كتب أذكار يوزعها على الذاهب والآتي، وكنت بينهم عندها عدت لرشدي لكي لا أتجاهله فقال بهدوء والبسمة لا تفارقه:
 « أنا سوري لاجئ، تفضلي حصن» ..
فأخذت واحدا، «فقلت له، كم سعره ؟» .
-قال ولا زالت تلك البسمة على وجهه كأنها طبعت على ذلك «ما أردت المساعدة به».
حينها حدثتني نفسي، « ياه، لونظرت للحصن الذي أعطاني إياه فهولا يقدر بثمن عند المولى عز وجل، أوحتى عند وجداني فهومطمئني الوحيد، وتلك البسمة التي لاقاني بها الشاب بعثت نورا داخل ظلامي . كيف يريدني ان أقدر ثمن لهذا كله ؟» .
 افترقت طرقنا بعدها ولازالت الحروب قائمة في عقلي وقلبي كم يمكن للإنسان أن يجزع ويفزع من قدر الله وهوآمن تحت سقف يؤويه وأهل يسندونه وأناس يتحدثون لغته ويلقونه باسمين ضاحكين، يصله رزقه كل صباح وهولا يتعب ؟ هل الإنسان سجين نفسه الأمارة لهذه الدرجة أم أنه جشع ولا يقنع بما قسم له أبدا....

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

19868

19868

السبت 06 سبتمبر 2025
العدد 19867

العدد 19867

الخميس 04 سبتمبر 2025
العدد 19866

العدد 19866

الأربعاء 03 سبتمبر 2025
العدد 19865

العدد 19865

الثلاثاء 02 سبتمبر 2025