لا خيار لي إلا أن أكتب. رغم أن خواطرا في رأسي تدور تناشد اللسان بأن ينطقها، يوصل معانيها، وتُرسم حروفها بمداد القلم، إلا أن قلمي يأبى بأن يتحرك، وشل معه أصابعي أيضا.
تراكمت الأفكار وعجز القلم، ماذا سأفعل؟
- أبكي؟ لا يمكنني. لماذا؟
- لا لشيء فقط جفت المقل من الدمع.
- قالوا أصرخي، ففي الصراخ إفراغ لشحنات سلبية فيك، وتخفيف ثقل كلام مخنوق.
- قلت كيف لي أن أصرخ فصوتي خانني أصابته بحة، حتى يكاد يكون همسا. ما الحل؟
الحل هو الكتابة ولوخربشة، ذات مرة قرأت لأحدهم «الصبية كبرت كثيرا على البكاء في حضن أمها، كبرت على بكاء الوسائد، وحين تعبت بدأت تكتب» قلت في نفسي ماذا هل يتحدث عني ؟ أم أن الكثير من الناس لم يجدوا من ينصت إليهم وإلى أحاديثهم، فاتخذوا طريق القلم سبيلا. أنا أيضا صار لدي صديقان ورقا وقلما، أروي لهما ما أشاء.
لكن قلمي في هذه الأيام أصبح لي خائنا، صمتت معه الحروف، وشلل اليراع أصاب اللسان بالعدوى. قلمي لم يعد صديقا لهمساتي وخواطري، گأنه يقول لي «امنحيني إجازة».