أزرار قميصٍ مفتوحة، تُغلَق بتتابع بيدٍ ذكوريّة خشنة، إبتسامةٌ تعتلي الثّغر، ويدٌ تُرتّب خصلات الشّعر المُبعثرة، كلّ مايخصّ ذلك الجسد المُتعرّق يحظى بالتّرتيب والتّهذيب إلا الغُرفة التي تُفصحُ عن قيامةٍ قد قامت بها!!
شراشفُ بيضاءُ ملوّنةٌ ومتناثرة سريرٌ قد اغتُصِبَت عذريّتَه بفعلِ عشيقينِ مَثّلَ أحدُهُما الإمتناع ليُشهدَ الفوضى على رفضه، تتابعت خَطوات أسامة العشرينيّ مرافقةً لصفيرِه المرح لتمتطي مدرّجات السُّلم نزولاً من غرفته التي تعلو بيت أهله بطابقٍ واحد، قاصداً سيارته الفارهة التي احتوت جسمَ عشرينيّةٍ مضطربةِ المشاعر، لاتَعرِفُ هل ماحدَث قبل أن يُطلب منها النزول حَذَرَ أن يأتي احدٌ من أهل البيتِ فيكتشف سرَّ وجودها، كان من حقّها أم لا؟؟
وهل كان هناك سبيلٌ آخر كي تُثبت لأسامة حبّها وثقتها فيه أم لم يَكنْ؟؟
سارة فتاةٌ ترى من الرّقم العشرينيّ وحشٌ صغيرٌ بدأَ يكبُر ليقتربَ شَكلهُ المُخيف مَن وحشِ العنوسة، كما هُنَّ أغلبُ النّساء الشرقيّات، فَخلقَت أعذاراً عظيمةً لنفسِها كي تُسكِتَ صوتَ الرّفضِ في داخِلِها أو حتى الإعتراض لعلّها تحظى بأسامةَ المُخلّص من الوحشِ المُلازم كما كانت تظنّ دائِماً ..
دقائق أخذتها بعالمٍ بعيد فتذكّرت، وابتسمتْ ..تندمت ..وتعذّرت، وبدأت تلوم الطّرف المُسيطِر، فلا بُدّ مِن شماعةٍ لتعليق الذنوب، هربت أشباحُ مخاوِفِها حينَ أَقبلَ وجهُهُ مُستبشِراً باسِماً مُداعِباً نظراتها المُرتبكة بغمزةِ عين، سَبَقهُ عِطرهُ الفوّاح إلى السيارةِ ليُتبعَهُ برضى وهدوء ...
لم تستطع سارة السيطرة على كبحِ مخاوفِها أكثر وراحت تُمطِر حبيبها بالأسئلة وتُسقيه الشّكوكَ والمخاوفَ، فتارةً تستحلفهُ إن كان صادقاً بحبّها وتارةً تستغيثهُ أن لاتتغيّر نظرتَهُ عنها، تخبّطت بين دموعِها وشهقةِ النّدم، فقاطعت دموعَها قُبلةً مُطَمئنةً على جبينِها الأبيض، متبوعةً بتوضيحٍ مِن صاحبِ القُبلَة،( ياحبيبتي لاتخافي أنا أُحبّكِ وأعلم أنّكِ قد وثقتِ بي لتُعطيني كنزكِ الدّفين، فلا تخافي أنا فخورٌ بكِ).
سارة: أحقاً يا أسامة ؟؟
هل أنت فخورٌ بي وبحبّي لك كما في السابق؟؟
أسامة: طبعاً حبيبتي كفاكِ شكوكاً بشعوري اتجاهكِ ..
إبتسامة الحبيبة قاطعها أمر الحبيب بأن تَخفض رأسها للأسفل كي يقودَ سيارته...