من الملاحظ في السنوات الأخيرة تزايد عدد المصابين بمرض القولون بمختلف أنواعه بمستشفياتنا. فحسب آخر دراسة مزدوجة أجريت ما بين مستشفى لمين دباغين ومصطفى باشا ارتفع عدد الإصابات إلى أكثر من ٢٥٠٠ إصابة ويتعلق معظمها بمرض القولون بمختلف أنواعه سواء كان مزمنا أو غيره. وفي هذا الصدد نعرض الجزء الأول من حوارنا مع البروفيسور محمد نقموش، رئيس مصلحة أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى لمين دباغين بباب الوادي يخص مرض التهاب القولون التقرحي . RCH
ما هو مرض إلتهاب القولون المعروف
بـ RCH وما علاقته بمرض الكرون؟
¯¯ هناك مجموعة من أمراض القولون المزمنة التي يمكن أن تصيب الشخص، نذكر من بينها مرض التهاب القولون RCH وهو مرض يمكن أن يظهر لدى الأشخاص في أشكال ومستويات مختلفة من الخطورة سواء كانت ضعيفة الخطر، متوسطة أو حادة وقد تظهر في حالات معقدة وتصيب بالخصوص منطقة القولون و منطقة الشرج، ويمس هذا الداء الأشخاص في مرحلة الشباب ما بين العشرين والثلاثين سنة وفي الحقيقة هناك مرحلة عمرية ثانية يسجل فيها ظهور المرض وهي ما بين الخمسين والستين سنة أيضا.
ما هي أعراض هذا المرض، وكيف يتم الكشف عنه؟
¯¯ من أهم أعراض هذا المرض تعرض الشخص لإسهال حاد مصاحب لنزيف دموي عن طريق الشرج ويتم الكشف عنه باستعمال المنظار الخاص بالقولون المسمى La coloscopie الذي يسمح بأخذ عينة من النسيج الداخلي للمنطقة المصابة والتي توجه إلى مخبر البيولوجا لتحديد نوعية المرض، وهذا ما يساعد في الكشف مباشرة عن نوعية المرض. كما يمكن تسجيل ظهور المرض في أشكال معقدة وحادة للوهلة الأولى أو عند عدم اتباع العلاج اللازم وفي حالات أخرى يكون أقل خطورة. ولعلمكم أن خصوصية هذا المرض تتمثل في الإصابة السطحية ونذكر من بين التعقيدات حدوث ثقب في القولون أو تضيق مع انسداده، مما يشكل خطورة على حياة المصاب الذي يحتاج إلى أن تجرى له عملية جراحية مستعجلة، كما نقوم بهذا الإجراء أيضا عندما يصاب المريض بنزيف حاد في حالة فقدانه لكمية معتبرة من الدم.
هل تبقى العملية الجراحية العلاج الوحيد لهذا النوع من الاصابات؟
¯¯ يمكن أن تجرى العملية الجراحية على مرحلتين، نقوم في مرحلة أولى بتغيير مسار الأمعاء الدقيقة حيث نوصلها بمنطقة الشرج مباشرة عن طريق عملية تدعى L'anastomose لنترك القولون في مرحلة راحة حيث نقوم بإخراج جزء منه على شكل فتحة خارج البطن Une stomie يتم اخراج الفضلات عبرها في كيس يحمله المريض وذلك مؤقتا بهدف التئام كل الالتهابات والقروح المتواجدة على الجدار الداخلي من أجل تفادي التعقيدات التي يمكن أن تطرأ على هذه المنطقة الحساسة. وفي مرحلة ثانية نعيد القولون لمساره الطبيعي، لكن في حالة تعذر الشفاء نقوم بنزع جزء من القولون أو كلية إذا اقتضى الأمر.