تكريـس سلامـة المـواطـن أولوية الأولويات

حادثة وادي الحراش.. إجراءات عملية لتجاوز الأزمة

الهادي. ش

لايزال الجزائريون تحت وقع الصدمة بعد الحادث المأساوي الذي وقع مساء الجمعة الماضي، إثر سقوط حافلة لنقل المسافرين من أعلى جسر بالمحمدية نحو مجرى وادي الحراش في العاصمة، وهو الحادث الذي خلف حصيلة ثقيلة.

أكد وزير الداخلية، إبراهيم مراد، أن «مخطط النجدة تم تنفيذه بفعالية تامة وبكل الإمكانيات البشرية والمادية المتاحة». كما واصل الوزير، طيلة يوم الأحد، تقديم واجب العزاء إلى عائلات الضحايا، ناقلا إليهم تضامن وتعازي رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
من جهته، قام الوزير الأول، نذير العرباوي، صباح الأحد، بزيارة إلى مستشفى سليم زميرلي للاطمئنان على الوضع الصحي للمصابين، حيث شدد على أن «رئيس الجمهورية يتابع باهتمام بالغ ظروف التكفل بالجرحى»، مثمنا جهود الأطقم الطبية وشبه الطبية.
أما وزير الصحة عبد الحق سايحي، فأكد أن «الرعاية الصحية تشمل أيضا الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين وأسرهم»، موضحا أن بعض الحالات تخضع لعلاج خاص بعد تعرضها لمياه الوادي الملوثة.
وقد فتح هذا الحادث الأليم ملف سلامة أسطول النقل العمومي، حيث عقد وزير النقل السعيد سعيود، اجتماعا طارئا بمقر الوزارة بحضور ممثلي النقابات والتنظيمات المهنية، لتجسيد تعليمات رئيس الجمهورية حول سحب الحافلات المتهالكة وتجديد الحظيرة الوطنية.
وأعلن الوزير، أن العملية ستُنفذ على مرحلتين: الأولى تخص سحب الحافلات التي يتجاوز عمرها 30 سنة خلال ستة أشهر، أما الثانية فتشمل الحافلات التي يفوق عمرها 20 سنة. كما أعلن عن حزمة تحفيزات جبائية وجمركية لتسهيل اقتناء حافلات جديدة وتشجيع التصنيع المحلي، إلى جانب إخضاع السائقين لمعايير أكثر صرامة في التوظيف والمتابعة الصحية، بما في ذلك التحاليل الخاصة بالمخدرات.
ورغم أنّ التحقيقات التقنية لم تُكشف نتائجها النهائية بعد، إلا أن الرأي العام يجمع على أن الكارثة أعادت تسليط الضوء على الحاجة الملحّة لإصلاحات هيكلية في قطاع النقل، تبدأ بتجديد الأسطول وضبط شروط السلامة، كما تشمل تحسين تأهيل السائقين وتعزيز الرقابة على الطرق.
حادثة وادي الحراش، لم تترك فقط 18 عائلة في حداد، بل أدمت قلوب الجزائريين جميعا. وإذا كانت دموع الحزن قد انهمرت على الضحايا، فإن الأمل يبقى أن تتحول هذه الفاجعة إلى محطة أخرى يجدد فيها الجزائريون روح التضامن التي عُرفوا بها عبر التاريخ، وأن تكون منطلقا لإجراءات تكرّس سلامة المواطن.
وكانت كل القوى استُنفرت لإنقاذ الركاب، حيث سخّرت الحماية المدنية 25 سيارة إسعاف، و16 غطاسا، و4 زوارق نصف مطاطية لانتشال الجثث وإنقاذ المصابين، الذين نُقلوا إلى مستشفى سليم زميرلي بالحراش، فيما وُضعت المؤسسات الاستشفائية الأخرى في العاصمة في حالة استنفار قصوى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19851

العدد 19851

الأحد 17 أوث 2025
العدد 19850

العدد 19850

السبت 16 أوث 2025
العدد 19849

العدد 19849

الخميس 14 أوث 2025
العدد 19848

العدد 19848

الأربعاء 13 أوث 2025