التغذيــة السليمــة حماية مــن الأمراض الأيضية
التقدّم التكنولوجي وانتشار الألعاب الإلكترونية.. أهم أسبابها
تعتبر السُمنة من المشكلات الصحّية المتزايدة بين الشباب في العصر الحالي، حيث تتسبب في العديد من الأمراض والمضاعفات وتحدث بشكل رئيسي نتيجة سوء التغذية وأنماط الحياة العصرية التي أصبحت منتشرة بسبب تغيّر العادات الغذائية وتزايد الاعتماد على الأطعمة السريعة والمصنّعة.
يشير الأخصائيون إلى أن التغذية الصحية أساس مهم للحفاظ على صحة الجسم والعقل، فهي ليست مجرد وسيلة للحصول على الطاقة، بل هي أيضًا عنصر رئيسي لدعم وظائف الجسم المختلفة وتعزيز المناعة والحفاظ على الوزن المثالي وهي تعتمد على تناول مجموعة متنوّعة من الأطعمة بشكل متوازن لتلبية احتياجات الجسم من العناصر الغذائية المختلفة.
كما أن أحد المبادئ الأساسية للتغذية السليمة تتمثل في تناول الأطعمة الطبيعية التي تحتوي على مغذيات أساسية. يشمل ذلك تناول الفواكه والخضروات الطازجة، الحبوب الكاملة، والبروتينات الصحّية مثل اللّحوم الخالية من الدهون المهدرجة، السمك، والدواجن، بالإضافة إلى البقوليات والمكسّرات. للعلم أن هذه الأطعمة غنية بالفيتامينات، المعادن، الألياف، والمركبات النباتية التي تساعد في تعزيز وظائف الجسم المختلفة وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري.
الأكل غير الصحي يرفع معدلات السمنة
يوضّح الأطباء أحد الأسباب الرئيسية لزيادة معدلات السمنة بين الشباب هو الاستهلاك المفرط للأطعمة العالية بالسعرات الحرارية والدهون والسكريات.
هذه الأطعمة غالبًا ما تكون فقيرة في العناصر الغذائية الضرورية، مما يؤدي إلى اختلال في التوازن الغذائي وزيادة الوزن. كما أن انتشار الوجبات السريعة والمشروبات الغازية قد أسهم في جعل الأنظمة الغذائية لدى الشباب غير متوازنة. ضف إلى ذلك، قلَّة مستويات النشاط البدني بين الشباب بسبب التقدّم التكنولوجي وانتشار الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى زيادة قضاء الوقت أمام الشاشات وانخفاض معدلات الحركة اليومية. هذه العادات تؤدي إلى تراكم السعرات الحرارية الزائدة وتحوّلها إلى دهون مخزنة في الجسم، مما يزيد من خطر السُمنة.
الحدّ من الأطعمة المصنّعة..
في المقابل، يجب الحدّ من تناول الأطعمة المصنّعة والمحتوية على سكريات مضافة ودهون مهدرجة أو مشبعة. مثل هذه الأطعمة قد تؤدي إلى زيادة الوزن ومشاكل صحيّة عديدة مثل ارتفاع ضغط الدّم وأمراض القلب. من المهم مراقبة كمية السكر والملح المستهلكة يوميًا، حيث يرتبط الإفراط في تناولها بمشكلات صحيّة خطيرة.
الماء والرياضة يعززّان عملية الأيض
بالإضافة إلى ما سبق ذكره، يجب أن تتضمن التغذية الصحّية تناول كميات كافية من الماء يوميًا. لأن الماء له دور حيوي في ترطيب الجسم وتنظيم درجات الحرارة ودعم عمليات الأيض. يحتاج الإنسان البالغ إلى شرب ما بين 6 إلى 8 أكواب من الماء يوميًا، وقد تزيد هذه الكمية في حالة ممارسة الرياضة أو التعرّض للحرارة العالية.
التوازن بين الكميات المتناولة من الطعام والنشاط البدني أيضًا ضروري للحفاظ على الوزن الصحّي فممارسة الرياضة بانتظام يعزّز من عملية الأيض ويساعد في حرق السعرات الحرارية الزائدة. لذا، ينصح بممارسة التمارين الرياضية المعتدلة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا على الأقّل.
شيء مهم يجب الإشارة إليه بحسب الأخصائيين على العموم لا يمكن اعتبار التغذية الصحّية حرمانًا من الأطعمة التي نحبها، بل هي محاولة للعثور على توازن بين تناول العناصر الغذائية الضرورية والاستمتاع بتناول الطعام عبر اتباع نمط غذائي صحّي ومتوازن، يمكن تعزيز الصحّة العامة، والوقاية من الأمراض، والتمتع بحياة طويلة ونشيطة.
نصيحة طبيب
حذار من ارتفاع الوزن..
السُمنة لا تؤثر فقط على المظهر الخارجي، بل لها تأثيرات خطيرة على الصحّة العامة. فهي تزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدّم، وأمراض القلب. كما أنها تؤثر على الصحّة النفسية، حيث يعاني الكثير من الشباب الذين يعانون من السمنة من قلّة الثقة بالنفس والضغوط الاجتماعية.
لمواجهة هذه المشكلة، يجب توجيه الشباب نحو تبنّي أنماط حياة صحيّة تشمل تناول غذاء متوازن يحتوي على الفواكه والخضروات والبروتينات الصحّية، إلى جانب ممارسة النشاط البدني بانتظام. تعزيز الوعي بأهمية التغذية الصحّية والنشاط البدني يمكن أن يسهم في تقليل معدلات السمنة وتحسين الصحة العامة لدى الشباب.