المستكشفة والكاتبة والرحالة السويسرية إيزابيل إبرهاردت

أحبت الجزائر وعشقت صحراءها ودفنت فيها

سلوى.ر

في منطقة بعين الصفراء في الصحراء الجزائرية، يوجد قبر الشخصية العالمية والمستكشفة والكاتبة والرحالة السويسرية المولد والروسية الأصل إيزابيل إبرهاردت التي زارت الكثير من دول العالم لتصل إلى الجزائر وعمرها لم يتجاوز الـ 15 سنة.
كانت إيزابيل إبرهاردت أو سي محمود مثلما يطلق عليها لارتدائها لباس الرجال حتى تتمكن من الترحال بحرية أكبر، شغوفة بالكتابة والتأريخ، حيث كانت تدون كل  ما تراه في تنقلاتها العديدة . سافرت لأول مرة إلى الجزائر في سنة 1894 مع أمها واعتنقت الإسلام ثم توفيت أمها في مدينة عنابة ودفنت هناك تحت اسم فاطمة منوبية وفق التقاليد الإسلامية.
تضامنها الذي لم تخفه مع المسلمين في محاربتهم للاستعمار الفرنسي كلفها غاليا إذ اتهمتها فرنسا الاستعمارية بالجوسسة وقررت نفيها إلى سويسرا. لكن زواجها من جزائري مسلم في سنة 1901 سمح لها بالحصول على الجنسية الفرنسية، وبالتالي حق العودة إلى الجزائر.
الرحالة إيزابيل الكثيرة التنقل جابت الكثير من المدن الجزائرية وانبهرت بالصحراء الواسعة ومكثت في بداية الأمر في عين الصفراء بعد أن زارت كل القنادسة وبشار ثم عادت إلى مدينة عين الصفراء لتقطن فيها الى أن وافتها المنية في فيضان طوفاني عصف بالمنطقة في سنة 1904 حيث كانت تسكن بيتا متواضعا مع زوجها سليمان، انهار عليها لتصبح جثة هامدة وهي لا تزال في ريعان شبابها ولم تتجاوز الـ 27 سنة، وكانت تحمل بين يديها مخطوطا دونت فيه مسارها ومسيرتها التي كانت قصيرة لكنها حافلة.
عرفت إيزابيل بشغفها للكتابة، فكانت مراسلة إخبارية في أخبار الجزائر وكتبت عن ظل الإسلام الحار في سنة 1906 و”عمال النهار” في سنة 1922.
 تعلمت عدة لغات ،العربية والتركية وحتى اللهجة القبائلية التي تعلمتها ولم يكن سنها يتجاوز الـ 14 سنة إلى جانب لغات أخرى لتؤكد إيزابيل على نبوغ فكري وموهبة غير عادية في التحصيل والاستكشاف.
مسيرة حياة الشخصية الفكرية ايزابيل كانت  قصيرة من حيث السن لكنها كانت حافلة بالاستكشاف والترحال والتأريخ وعندما ماتت غرقا تحت الأنقاض كانت تمسك بيدها مخطوطا كبيرا سجلت فيه مسارها المليء بالمآسي والمغامرات لكنها حملت حبا عميقا للجزائر التي مكثت فيها واعتنقت الإسلام بها ودفنت فيها وأصبح قبرها مزارا وشاهدا على شخصية فكرية مرت من هنا واختارت أن تكون واحدة من البسطاء من أبناء جيل المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024