شادي مونية مسيرة شركة “لين” لصناعة الضمادات الطبية

تغطية السوق الوطنية تجاوزت 40 ٪

حاورتها: سلوى/ ر

إستطاعت السيدة شادي مونية إكتساح السوق الوطنية في ظرف وجيز من خلال شركتها المتخصصة في صناعة الضمادات اللاصقة وتغطية الاحتياجات المحلية بحوالي 40 إلى 50 ٪، فضلا عن تحدي المنافسين الأجانب بفضل جودة منتوجها. 

في الحوار الذي أجرته معها صفحة “القوة الناعمة” تحدثت السيدة شادي عن تجربتها الناجحة في عالم المقاولة النسائية.   
القوة الناعمة: كيف كانت البداية؟
- شادي مونية: فكرة المشروع كانت وليدة الصدفة، حيث أصيبت إحدى صديقاتي بجرح في إصبعها، عندما كنا في انجلترا، فأخرجت ضمادات ذات نوعية جيدة، الأمر الذي أثار انتباهي ودفعني إلى التفكير في إنتاج ضمادات صيدلانية من صنع جزائري محض، ومن هنا بدأت عملية إنشاء الشركة، مستفيدة من الدعم الذي تمنحه الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب.  

 متى أنشأت الشركة؟  

- أنشأت شركة “لين” للضمادات اللاصقة في سنة 2003، بفضل سياسة رئيس الجمهورية في دعم التشغيل وإنشاء المقاولات بمرافقة الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، حيث تحصلت على قرض بقيمة 6 ملايين دج. ومن ثم بدأت في عملية اقتناء التجهيزات اللازمة، في سنة 2006 والأمر لم يكن سهلا وأخذ وقتا طويلا للبحث عن موردين للتجهيزات وللمواد الأولية، ثم برزت شروط أخرى متعلقة بضرورة الحصول على الإعتماد من طرف الدولة.
أما عن عملية الإنتاج فقد كانت إنطلاقتها الحقيقية في سنة 2009، بينما ولأول مرة شاركت في المناقصات في سنة 2010 .  

 هل وجدت صعوبات على مستوى البنوك؟  
- الحقيقة أن البنك الوطني الجزائري قدم لي كل المساعدات التي طلبتعا، حيث وبالاضافة إلى التمويل فقد منحي ثقته الكاملة، بما أنه لم يكن بحوزتي إلا الشيء القليل أقدمه كضمان للقرض، واستطعنا على مستوى الشركة العائلية الوفاء بالتزاماتنا في آجالها تقريبا، حيث لم تمارس علينا ضغوطات بسبب بعض العراقيل الإدارية والبيروقراطية العادية في مثل هذه العمليات.  

 شركتك العائلية يمكن إدراجها ضمن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ما مدى مساهمتها في توفير مناصب الشغل؟  

- بصفتي المديرة العامة للشركة فقد تمكنا من توفير 15 منصب عمل ونسعى إلى التوسع، بعد نجاح المرحلة الأولى، بما أننا حصلنا على حصة ليست بالهينة في السوق الوطنية، ولهذا فإن جهودنا حاليا منصبة حول توسيع نشاط الشركة على المدى القصير جدا، وإن تحقق ذلك، فإننا سنرفع عدد مناصب الشغل إلى حوالي 50 عاملا في نهاية العام المقبل.  

 هل من معلومات إضافية حول ماهية هذا التوسع؟  
- الواقع أن التوسع يتطلب المزيد من الاستثمارات والقروض ولهذا فنحن حاليا في مرحلة التفاوض من أجل إبرام شراكة، لأول مرة ستكون جزائرية- جزائرية أي قطاع خاص مع قطاع عمومي وهدفنا المشترك هو الحصول على التكنولوجيا وتحويلها إلى الجزائر والمهم هو العمل في بلدي والمساهمة في تنمية الإقتصاد الوطني.   

 لا شك أنك تلقيت صعوبات في مسارك المقاولاتي ما هي أبرزها؟
 
- لعل أبرزها يكمن في الصفقات والحصول عليها صعب للغاية كما أن الظفر بحصة في السوق الوطنية ليس بالأمر الهين.
 
 الصفقة الأكثر صعوبة كانت مع من؟
 
- كانت مع شركة عمومية، التي أبدت في بداية الامر تخوفا كبيرا في التعامل مع شركتي الخاصة، خشية عدم الوفاء بالالتزامات.    

 هل التخوف راجع لكونك إمرأة أم لأسباب أخرى؟
 
- لا أعتقد أن السبب يعود لكون الشركة تسيرها إمرأة، وإنما لأن هذه الشركة العمومية كانت تقتني ما تحتاج إليه من شركات أجنبية فالتعامل إذن كان صعبا لكون الشركة جزائرية ليس إلا.  

  كيف تقيمين تجربتك وهل تعتبرينها موفقة؟
 
- نعم والحمد لله، لأن المشروع في بدايته كان مجرد فكرة، تطور سريعا ليصبح واقعا ملموسا، من خلال صناعة منتوج جزائري بجودة تنافس المنتوجات الأوربية عموما، ولا أخفي عليكم أنه في وقت ما كنت من بين الذين لديهم شبه عقدة أمام المنتوج المحلي، ولكن اليوم أصبح هذا الأخير يفرض نفسه في السوق الوطنية بدليل أن منتوجي على سبيل المثال يغطي نسبة هامة جدا من السوق المحلية من خلال العقود المبرمة مع العديد من المرافق الصحية.  

حققت ما أنت فيه، ولازلت شابة، ماذا يمكن أن تقدمي من نصائح لكل إمرأة تريد أن تدخل عالم المقاولة.
 
- أولا يجب أن تتوفر الإرادة مع الرغبة في إنشاء مشروع ما، ثم عدم التفكير في التوقف أو الرجوع إلى الوراء وإنما الذهاب إلى الأمام مهما كانت الظروف ومما كانت الحواجز، يجب كسرها لبلوغ هدف النجاح. 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024