كالعادة و في كل مناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية التي تصادف ال12 من جانفي من كل عام تستلهم الأمهات و الجدات من عبق الإرث الخالد أكلات مميزة تحضرنها خصيصا للأطفال و مع كل أكلة قصة فيها عبرة..
ففي اللمة العائلية و التي غالبا ما تكون بطعم المهرجانات التي تتخللها أهازيج تراثية من كل اللهجات الناطقة بالأمازيغية في كل ربوع جزائرنا الغالية تتوحد فيها الأسر وتتوحد فيها الأدعية و التمنيات بالخير و بالرزق الواسع و بالحظ السعيد للجميع..والجميل فيها عندما تتعالى ضحكات الاطفال وركضهم بين الجموع و هم يحملون في أيديهم نوعين أو أكثر من الأكلات الشهية سواء كان خفافا او أغروم إقروران أو قطعة من بقطاطش أو من تكربابين أوبعض من الشرشم أو حفنة من التمر و الحلوى .
إن الأكلات الشعبية التي ترافق الاحتفال بيناير تدل على التشبث بالأرض و بالزرع فمن خلال أغلب الأطباق نجدها متكونة من الحبوب و القمح و بعض الثمار ومااختلاف مذاق تحضير الأكلات من منطقة لأخرى إلا رمزا للتنوع الثقافي ورمز للتشبع بالعادات و التقاليد التي ستبقى راسخة في أذهان الطفولة الجزائرية ..الطفولة التي إستطاعت أن تسجل في ذكريات أيامها أجمل إرث و أقوى أساس لأصالة راقية والتي ستبقى فخر أمتنا التي علمت العالم كيف نحب الغير بلانكران.