عقيـــدة جيشنــــا دفاعيــــة ..وسلاحنـــا لحمايــــة بلدنـــا
حضــور قـــادة دول شقيقـة وممثلي دول صديقـــة تقديـــر لمكانــــــة الجزائـــــــــر ومساهمتهـــــــا في إرســــــاء الأمــــــــن والاستقــــــــــرار بالمنطقــــــــة
ثابتــون علـــى مسانــــدة القضايــــا العادلـــة والدفـــــاع عـــن حـــــق الشعـــــوب في السلـــــم والتنميــــــــة
العرفــــان والتقدير للمرابطين دفاعا عن أرضنا الطاهرة والساهرين على حماية أجوائنا ومشارفنا البحرية
أكد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، أمس، أن الجزائر التي انتصرت على الاستعمار تواصل بكل ثقة انتصاراتها، وشدد على العقيدة «الدفاعية» للجيش الوطني الشعبي من خلال توجيه سلاحه حصرا للدفاع عن الجزائر، مجددا حرصه على أن الاستعراض العسكري في مستوى رمزية الذكرى 70 لاندلاع الثورة التحريرية.
أشرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على الاستعراض العسكري التاريخي، بمناسبة سبعينية انطلاق ثورة الفاتح نوفمبر 1954، بحضور ضيوف الجزائر من قادة دول الجوار الشقيقة، كرئيس موريتانيا، محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس تونس قيس سعيد، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، إبراهيم غالي، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي.
حضر الاستعراض، ممثلو السلك الدبلوماسي والملحقون العسكريون لسفارات الدول الشقيقة والصديقة، الذين تابعوا جزء من قوة الردع والدفاع التي يحوزها الجيش الوطني الشعبي.
الرئيس تبون، وبعد تفتيشه مربعات تشكيلات القوات المسلحة الجزائرية، بدء بمربع المجاهدين، رفقة الفريق أول، السعيد شنقريحة، أعطى إشارة انطلاق العرض الضخم ومحكم التنفيذ والاتقان.
وألقى كلمة، استهلها بالتوجه « بأخلص التهاني إلى الشعب الجزائري الأغر بمناسبة هذا اليوم الأغر»، وأعرب لضيوف الجزائر من الدول الشقيقة والصديقة، عن «صادق الترحيب وجزيل الشكر لحضورهم معنا ومشاركتنا بهجة هذه الذكرى المجيدة».
وأشار رئيس الجمهورية، إلى أن حضور قادة بعض الدول الشقيقة وممثلي الدول الصديقة، في هذه الاحتفالية الخاصة، يعتبر «تقديرا منهم لمكانة الجزائر ومساهمتها، في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة وثباتها على مساندة القضايا العادلة، والدفاع عن حق الشعوب في السلم والتنمية».
وعن رمزية المناسبة وقيمتها، أكد الرئيس تبون إنها «زاخرة بكل آيات المجد والعز والفخر»، وتثبت بأن «الجزائر التي انتصرت بالأمس، على الاستعمار تواصل بكل ثقة درب انتصاراتها بفضل أبنائها وبناتها الأوفياء لعهد الشهداء الأبرار».
ويعبر من خلال ذلك، على تجسيد «الجزائر المنتصرة» كحاضر للمرحلة الحالية والمقبلة، والتي تستمد رؤيتها من ماضي السلف الذي حارب الاستعمار الفرنسي وهزم أعتى جيوشه وتمكن من استعادة السيادة الوطنية على كامل ربوع التراب الوطني.
ويربط رئيس الجمهورية، انتصارات الجزائر الجديدة بالنجاح في كل المجالات، خاصة التنمية الاقتصادية والانتصار لكرامة الجزائريين وتطلعاتهم في التطور والتنمية، وأيضا التصدي لجميع التحرشات والمحاولات التي تستهدف أمن البلد وسمعته في الخارج.
وفي السياق، توجه رئيس الجمهورية بالتحية إلى الجيش الوطني الشعبي وكل الأسلاك الأمنية والمرابطين على الحدود «دفاعا عن أرضنا الطاهرة والساهرين على حماية أجوائنا ومشارفنا البحرية والمستعدين لبدل النفس والنفيس والتضحية من أجل الحفاظ على وديعة الشهداء الأمجاد والدفاع عن الجمهورية ومكتسباتها».
وشدد في ذات الكلمة، على إيلاء أهمية خاصة للاستعراض العسكري، حتى يكون في مستوى أبعاد ورمزية الذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية، وفي مستوى تضحيات صانعيها وفاء «لمن صانوا الوديعة ومعبرا عن تعزيز الرابطة المقدسة بين الشعب وأبنائه وبناته في الجيش الوطني الشعبي الذين هم من صلبه، يعملون بحس وطني عال وبالتزام ثابت ووطنية خالصة».
عقيدة ثابتة
وجدد الرئيس تبون مرة أخرى التأكيد على العقيدة القتالية للجيش الوطني الشعبي، موضحا أنها موجهة للدفاع عن حرمة البلاد وسيادتها، والعمل على إرساء السلم والأمن الدوليين وفقا للمواثيق الدولية والقواعد الدستورية. وقال «يجدر أن أؤكد هنا على عقيدة الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير، الدفاعية وعلى أن سلاحه موجه حصرا للدفاع عن الجزائر وحماية سيادتها الوطنية إلى جانب المساهمة في إحلال السلم والأمن الدوليين طبقا للالتزامات الدولية والجهوية للبلاد واحتراما للقانون الدولي وطبقا لقوانيننا ومبادئنا وقواعدنا الدستورية».
وسبق لرئيس الجمهورية، أن أكد سنة 2023 بأن الجزائر كانت ولا تزال قلعة سلم وأمان، لم يسبق في تاريخها أن كانت مصدر تهديد أو اعتداء، ومنطلقها في ذلك «مبادئ حسن الجوار، والسعي إلى الأمن المشترك الذي ينبع من صميم تاريخنا السياسي والعسكري».
كلمة الرئيس تبون، بالمناسبة، لم تغفل السياق الجيوسياسي الدولي، وما يميزه من صعوبات اقتصادية وتدهور واضح للأمن والسلم الدوليين، ورغم ذلك يؤكد على مواصلة مسيرة البناء والتنمية.
وأضاف قائلا «إننا ورغم الظروف الاقتصادية والأمنية الراهنة التي يشهدها العالم نواصل مسار بناء الجزائر الجديدة وتحقيق الإنجازات بالانطلاق بمشاريع تنموية واعدة بفضل تضافر جميع جهود الوطنين المخلصين الذين آمنوا بقدرات بلادنا ومقوماتها الكفيلة بفتح آفاق الارتقاء بالجزائر إلى المستوى المنشود وتحقيق تطلعات المواطنين للحياة الكريمة في كنف الامن والاستقرار».
ويوضح من خلال ذلك، إلى عزمه مواصلة إنجاز مشاريع ضخمة مهيكلة، ستعود بالنفع على الاقتصاد الوطني وتنقله إلى مستوى جديد كليا بحلول سنة 2027، يقطع بموجبه أول خطوة فعلية نحو الخروج من التبعية المطلقة للمحروقات، ورفع الناتج الإجمالي الداخلي الخام.
الرئيس تبون، الذي دائما ما شدد على معادلة «جيش قوي واقتصاد متطور» لبناء الجزائر الجديدة، جدد تمسكه بهذا النهج وفاء لتضحيات الشهداء إبان سنوات الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي، من أجل الحفاظ على السيادة الوطنية والاستقلال، وبغية ضمان الاستقلال الاقتصادي.
وفي السياق، حرص رئيس الجمهورية، على تكريم أرواح كل الشهداء الذين ضحوا من أجل الجزائر، بدء من شهداء المقاومات الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي، وشهداء الثورة التحريرية وصولا إلى شهداء الواجب الوطني.