الشهيد لابوانت نفّذ عدة هجمات على مراكز الشرطة الاستعمارية
صاحب النظرة الثاقبة، التي تشعّ وطنية وشجاعة، إنه الشهيد علي لابوانت الذي لم يتأخر في تلبية نداء الوطن، حين طلب منه الشهيد البطل العربي بن مهيدي، الالتحاق بجبهة التحرير الوطني والعمل كفدائي لمحاربة الاستعمار الغاشم الذي قتّل ونكّل بأبناء جلدته، واغتصب أرضنا.
وُلد “علي لابوانت” في 14 ماي 1930 بحاضرة مليانة التابعة لولاية عين الدفلى، عاش طفولة صعبة دفعته للاشتغال مبكّرا في مزارع قدماء المعمّرين، وفي تلك الحقول استوعب صاحب التسع سنوات معاني الظلم، السيطرة والاستغلال، فحزم حقيبته المهترئة وسافر إلى العاصمة، ووسط حي القصبة العتيق مارس الملاكمة ضمن صفوف النادي الرياضي العاصمي، وبالتزامن مع تألقه في الفن النبيل، تشرّب “علي” الوطنية ونمت لديه فكرة الكفاح لتحرير الجزائر مع أواخر أربعينات القرن الماضي.
كان دخوله سجن سركاجي فرصة لاحتكاكه على نحو أكبر بشباب الثورة، فانضم إلى فدائيي العاصمة مباشرة بعد خروجه من السجن، ونفّذ “علي” عدة هجمات على مراكز الجيش والشرطة الاستعمارية، وأصبح رفقة الشهيدة البطلة “حسيبة بن بوعلي” والشهيد الرمز “طالب عبد الرحمان”، رفقة كوكبة أخرى من الفدائيين شوكات في حلق البوليس الفرنسي، إلى أن قضى في الثامن أكتوبر 1957، غداة “وشاية” غامضة لا تزال تسيل الكثير من الحبر.