جمــــع الشهـادات الحيـة لكتابــــة التاريــــخ الوطنـــي
خطا المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة 1 نوفمبر 1954، خطوات جبارة في مجال البحث وتوفير الشهادات والمادة الخام للباحثين والطلبة لاستغلالها في إعادة كتابة التاريخ، على الرغم من أنه مركز حديث النشأة، حيث احتفل العام الماضي بمرور عشرين سنة على تأسيسه، بحسب ما أكدته رئيسة مصلحة العلاقات الخارجية والتنسيق السيدة شافية عبد اللاوي في حديث لـ “الشعب”.
في هذا الصدد، اعتبرت رئيسة مصلحة العلاقات الخارجية والتنسيق هذه الفترة وجيزة، لكنها مليئة بالانجازات والإصدارات في مجال التاريخ، بحيث مر المركز بفترات كبيرة وفي السنوات الأخيرة أضحى مركز بحث ذا طابع علمي وتكنولوجي تحت وصاية وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والمجاهدين، موضحة أن الهدف الرئيس للمركز هو جمع الذاكرة التاريخية والحفاظ عليها والمساهمة في كتابة تاريخ الجزائر، من خلال توفير المادة الخام للباحثين والطلبة.
وأضافت السيدة عبد اللاوي، أن للمركز الوطني مصالح وفرق بحث مهمتها تسجيل الشهادات، جمع الوثائق، عقد سلسلة من الملتقيات الدولية والوطنية، ندوات عديدة من حيث المواضيع، مشيرة إلى أنه كان سباقا في فتح بعض الملفات التاريخية مثل التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، من خلال تنظيم ملتقيات وطنية ودولية كان لها صدى لدى المجتمع الدولي وفي الداخل.
موازاة مع ذلك، استطاع المركز جمع رصيد هام من الشهادات تتعلق بعدة جوانب، منها الجانب التاريخي، العلمي، الصحي، والبيئي. وفتح مواضيع تخص الجوانب السياسية، التاريخية والصحية في الفترة ما بين 1830 إلى 1962، ومع بداية الاحتفال بالذكرى 50 لاسترجاع السيادة الوطنية اتخذ المركز اتجاها آخر وهو استخدام السمعي البصري، لأن التاريخ ليس فقط معلومة تلقن للطالب، بل أيضا صورة وصوت، بحسب ما أفادت به رئيسة مصلحة العلاقات الخارجية والتنسيق.
وأبرزت في هذا الإطار، ما قدمه المركز في هذا الجانب بإنجاز الأفلام الوثائقية والروائية، منها فيلم الشهيد مصطفى بن بولعيد، وآخرها فيلم يروي قصة الشهيد العربي بن مهيدي الذي يشرف على نهايته بقيت فقط الرتوشات الأخيرة. كما أنجز المركز سلسلة كتب لها علاقة بتاريخ الثورة، خاصة المحطات الكبرى التي تركت بصمة، منها طبع وإعادة الطبع والترجمة.
بالمقابل، يقوم المركز بخرجات ميدانية يتخللها عقد ملتقيات وندوات وطنية عبر الولايات ينشطها أساتذة وباحثون وعرض إنجازات المركز. وتجمع بالموازاة شهادات حية تستغل فيما بعد من طرف الباحثين، بحيث هيّئت كل الظروف المالية والمادية بتوفير كل الإمكانات من قاعات الأنترنت مفتوحة للباحثين والطلبة، مكتبة متخصصة تتوافر على كل الإصدارات والكتب التي تم اقتناءها، مشيرة إلى أن هناك دور متكامل بين المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية والمتاحف الجهوية.
في هذا السياق، أكدت السيدة شافية أن المركز يسعى لإنجاز 10 آلاف عنوان ويبقى البحث متواصلا، كاشفة عن مشاريع أخرى في الأفق وبرنامج خاص يسلط الضوء على كل المواضيع من مقاومات شعبية، داعية الشباب إلى التواصل والبناء للحفاظ على الأمانة والارتقاء بالوطن، دون الاقتصار على التمجيد.