تحت الرعاية السامية لمعالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف، ينظم المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة، ابتداء من يوم غد السبت، وعلى مدار يومين كاملين الأحد والاثنين ١٩ و٢٠ ماي، ملتقى وطنيا تحت شعار ''مولود قاسم نايت بلقاسم... المفكر الجزائري الموسوعي''، بمشاركة رفقائه والعديد من الأساتذة والمختصين والباحثين.
وخلال هذين اليومين الدراسيين ستلقى عدة مداخلات علمية حول خصال الرجل المبدع والشخصية الفذة والعالم الموسوعي الحامل لمشروع وطني طموح من خلال ما كان ينظمه من مؤتمرات وملتقيات تخص الفكر الإسلامي على أساس الثوابت والمرجعيات الوطنية مع الإسهاب في مسيرته الأدبية ومآثره من طرف العلماء والمفكرين. وتتوزع هذه المداخلات على جلسات أربع. ففي كل جلسة تتلوها تساؤلات وتعقيبات في الموضوع، بالإضافة إلى شهادات من شخصيات وطنية ودينية عملت إلى جانب مولود قاسم.
ويأتي هذا الملتقى لنفض الغبار على ما تركه المفكر الراحل نايت بلقاسم، وكذا لهدف تدوين سيرته الذاتية والاقتداء بمساره في مجال الفكر الإسلامي الذي حرص على تلقينه وفق أسس صحيحة بعيدا عن التعصب، وهو الذي كان عضوا مراسلا بالمجمع العلمي السوري للغة العربية بدمشق، كما تقلّد الابن الذي أنجبته منطقة أقبو ببجاية في ٦ جانفي١٩٢٧، عدة مناصب عليا بعد استقلال الجزائر والبداية مع تعيينه سنة ١٩٦٣ مديرا سياسيا بوزارة الشؤون الخارجية، كما شغل سنة ١٩٦٧ منصب مستشار سياسي ودبلوماسي لدى رئاسة الجمهورية، وفي بداية السبعينيات عين وزيرا للتعليم والشؤون الدينية إلى غاية وفاة الراحل هواري بومدين عام ١٩٧٩م.
ونظرا لكفاءته الفكرية، خاصة أنه حاز على شهادة الليسانس في الفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة، تقلّد عدة مناصب أخرى في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني التي كان عضوا فيها، وكذا مستشار الإعلام لدى رئاسة الجمهورية، وكذا رئيس المجلس الأعلى للغة العربية. كما تحصّل مولود قاسم نايت بلقاسم على شهادة الأهلية سنة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بجامع الزيتونة بتونس، كما التحق في مراحله الأولى مثل باقي أبناء منطقة القبائل بزوايا المنطقة، وبعدها بمدرسة التربية والتعليم التابعة لجمعية العلماء المسلمين بقلعة آيث عباس، فهو الذي كتب في التاريخ والفكر والفلسفة إلى غاية وفاته في ٢٩ أوت ١٩٩٢م.
عبدالكريم . ل