بقي القرآن معجزة كلامية على مر الزمن يتناوله المفكرون والباحثون بالدراسة والبحث وطول التأمل، فيزداد أمام بصائرهم توهجاً ويبقى للبشرية نبراسها المضيء وطريقها إلى الحياة الفاضلة، ولقد كتب فيه من البحوث ما يفوق الحصر وتناولته الأقلام بالدراسة على مر الأزمان ومختلف العصور.
والخلاصة أن القرآن شغل الزمان والمكان فتنوعت الدراسات حوله وكثر فيها القول، وتعددت وجهات النظر وتشعبت الآراء واختلفت بالباحثين طرق البحث، وبقي القرآن مشعل البشرية المضيء على مر العصور وسيظل أبر الآباء يعطي الناس من فيض أنواره إلى يوم القيامة. ولقد كان من بين الدراسات التي دارت حول النص القرآني موضوع غريب القرآن أو كما سماه أبو حيان النحوي الأندلسي لغات القرآن، ذلك أنه لما كان الناس غير متساوين في القدرة على فهم معاني القرآن واستيعابها، وأنّ اللّه فضّل بعضهم على بعض كان لابد أن تظهر في كل العصور الإسلامية حركة علمية لغوية تهدف إلى توضيح كلمات هذا الكتاب الخالد لأن العقبة الأولى عند كثير من الناس من فهم إدراك غريب القرآن، وهذه هي أولى الحركات العلمية التي واجهها العرب ولا سيما ان القرآن لم يكن محصوراً في لغة قريش فقط بل جاء فيه ما ليس منها وهو من لغات القبائل الأخرى.
وكتاب معجم لغة القرآن الذي حققه ورتّبه عادل عبد المنعم أبو العباس يقدم ترجمة موجزة لأبي حيان النحوي الأندلسي ثم يتناول كتابه لغات القرآن ومنهج العمل فيه. وقد اعتمد المحقق في تحقيق الكتاب على نسختين خطيتين الأولى: نسخة المكتبة التيمورية ونسخة معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية وكان منهجه كتابة المخطوط بالرسم الإملائي الحديث وترتيب الكتاب أبجدياً وضبط النص كما ضبطه مؤلفه.
من المكتبة الإسلامية معجم لغة القرآن
شوهد:1445 مرة