نور على نور

سجـود السهـو

حدثنا عثمان قال حدثنا جرير عن منصور عن ابراهيم عن علقمة قال قال عبد الله صلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ابراهيم لا أدري زاد أو نقص فلما سلم قيل قيل له يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء قال وما ذاك قالوا صليت كذا وكذا فثنى رجليه واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثم سلم فلما أقبل علينا بوجهه قال أنه لو حدث في الصلاة شيء لنبأتكم به ولكن إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ثم ليسلم ثم يسجد سجدتين·
أي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمراد أن ابراهيم شك في سبب سجود السهو المذكور هل كان لأجل الزيادة أو النقصان، لكن سيأتي في الباب الذي بعده من رواية الحكم عن ابراهيم بإسناده هذا أنه صلى خمسا، وهو يقتضي الجزم بالزيادة، فلعله شك لما حدث منصورا وتيقن لما حدث الحكم· وقد تابع الحكم على ذلك حماد بن ابي سليمان وطلحة بن مصرف وغيرهما، وعين في رواية طلحة بن مصرف عن إبراهيم أنها العصر، وما في الصحيح اصح قوله: (احدث) بفتحات ومعناه السؤال عن حدوث شيء من الوحي يوجب تغيير حكم الصلاة عما عهدوه، ودل استفهامهم عن ذلك على جواز النسخ عندهم وأنهم كانوا يتوقعونه·
قوله: «قال وما ذاك» فيه إشعار بأنه لم يكن عنده شعور مما وقع منه من الزيادة، وفيه دليل على جواز وقوع السهو من الانبياء عليهم الصلاة والسلام في الأفعال· قال ابن دقيق العيد: وهو قول عامة العلماء والنظار، وشذت طائفة فقالوا: لا يجوز على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ السهو، وهذا الحديث يرد عليهم لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيه انسى كما تنسون ولقوله فإذا نسيت فذكروني أي بالتسبيح ونحوه، وفي قوله: «لو حدث شيء في الصلاة لنبأتكم به»، دليل على عدم تأخير البيان عن وقت الحاجة، ومناسبة الحديث للترجمة من قوله: (فثنى رجله) وللكشيمهني والاصيلي رجليه بالثنية، (واستقبل القبلة) فدل على عدم ترك الاستقبال في كل حال من أحوال الصلاة، واستدل به على رجوع الإمام إلى قول المأمومين، لكن يحتمل أن يكون تذكر عند ذلك أو علم بالوحي أو أن سؤالهم أحدث عنده شكا فسجد لوجود الشك الذي طرأ لا لمجرد قولهم·

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024