قال الله تعالي: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون” البقرة “183”.
أي لقد فرض الله سبحانه وتعالى صيام شهر رمضان عليكم يا مَنْ تجدون في قلوبكم إيمانا بالله الواحد القهار.. غذاء لعقيدتكم. وطهارة لأبدانكم. وتهذيبا لأنفسكم. ونقاء لقلوبكم.
واستقامة لأخلاقكم. ولكي تكونوا مع المتقين الذين استقاموا على نهج الله رب العالمين. ولقد عرفت الأمم السابقة الصيام: عرفه الوثنيون. وعرفه المصريون القدماء. ونقله اليونانيون عنهم وجعلوه فرضا على النساء. ولا يزال وثنيو الهند يصومون حتى الآن.
وعرفت الديانات السابقة الصيام: عرفه سيدنا داود.. فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم: “أحب الصيام إلى الله صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه. وينام سدسه. ويصوم يوما ويفطر يوما”متفق عليه”
وعرفه سيدنا يوسف عليه السلام.. فقد رُوي أنه سئل “لماذا تصوم وقد جعلك الله على خزائن الأرض؟” فقال: “أخاف أن أشبع فأنسى الجائع”.
وعرفه سيدنا يونس عليه السلام - كما عرفه أهل نينوى كما جاء في سفر يونس في العهد القديم: “إن أهل نينوى آمنوا بالله وتنادوا إلى الصيام”.
وعرفه سيدنا موسى عليه السلام. كما عرفه اليهود فقد كانوا يصومون يوم عاشوراء.. فقال ابن عباس - رضي الله عنهما: “قدم النبي - صلي الله عليه وسلم - المدينة - فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء.. فقال ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح. هذا يوم نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى - فقال - صلي الله عليه وسلم: “أنا أحق بموسى منكم. فصامه وأمر بصيامه”.
وعرفه سيدنا عيسى عليه السلام: فقد رُوي أنه صام أربعين يوما في البرية.
وقد عرفت الديانات السابقة الصيام تكفيرا للذنوب. وتطهيرا للنفوس. وإذا نزل بهم مكروه لجأوا إلى الله بالصيام. ليرفع الله عنهم البلاء.
ولعل الصيام المكتوب على الأمم السابقة كان بمثابة تدريب وتمهيد للصيام الذي كتبه الله على الأمم الإسلامية حتى إذا بلغت البشرية رشدها في عهد الرسول الخاتم فرض الله عليها صيام شهر قمري يختلف عن فصول السنة فلا يقتصر على موسم دون موسم ولا يختص بالصيف دون الشتاء ولا الشتاء دون الصيف. فجاء شهر رمضان فريضة مثالية على الأمة الإسلامية.
الصيام كان مكتوبا على الأمم السابقة
شهر رمضان فريضة مثالية على الأمة الإسلامية
شوهد:932 مرة