نعـاني التهميـش وعــدم الاهتـمام

تأسف الرسام صادق لعمري، على وضعية الفنانين التشكيليين في الجزائر الذين يعيشون التهميش على حد وصفه وتجاهل الجمهور للأعمال التي تنجز، مرجعا ذلك إلى غياب التنشئة الاجتماعية التي تغرس في مجتمعنا حب الفن التشكيلي ما خلق هوة بين الفنانين والجمهور، مشيرا إلى أن هناك من مازال ينظر للفنان التشكيلي نظرة سلبية.
وأضاف لعمري صاحب الـ٢٩ سنة خريج المدرسة الجهوية للفنون الجميلة بمستغانم، المقيم بمشدالة ولاية البويرة، أن هذا الواقع الصعب حطم الكثير من المواهب الفنية الشابة وأفشل مشاريعهم الفنية المختلفة، مستدلا ببعض زملاءه الذين تخلوا عن الفن ولجأوا إلى التجارة والعمل في مقاهي ومطاعم وورشات البناء...الخ لغياب الجو المشجع على النجاح، محملا المسؤولية للمشرفين على الثقافة بكل ولاية، الذين لم يعيروا أدنى اهتمام للفنانين الشباب ولم يوفروا لهم ـ كما قال ـ شروط الإبداع. وكشف على سبيل المثال أنه كان أفضل طالب بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة بمستغانم في جميع المواسم، ولم يحصل أن تم تكريمه أو منحه جائزة تشجيع من طرف مسؤوليها بالعكس «في نهاية مشواري الدراسي بالمدرسة تم إرسال دبلومي عبر البريد»، معتبرا ذلك قلة احترام لأحسن طالب بمدرسة فنية من واجبها تشجيع المواهب ودعمهما، مضيفا أن قيمة الجائزة الأولى التي تحصل عليها بالمهرجان الوطني للمدارس الفنية والمواهب الشابة مخيبة للآمال وضعيفة جدا. داعيا المشرفين على الثقافة توفير الجو الملائم على الإبداع والاهتمام بالفنانين التشكيليين الشباب، فهم مستقبل الفن والثقافة وكم هم في حاجة الى تشجيع ودعم متواصلين خاصة بالنسبة للمتخرجين من المدارس الفنية، معتبر أن الوسائل والإمكانيات موجودة تحتاج فقط إلى إرادة، مقترحا أن يتم تأسيس برنامج تلفزيوني يعنى بالمواهب الشابة في الفن التشكيلي على شاكلة برنامج «ألحان وشباب» لإبرازهم.
وذكر لعمري أنه من غير اللائق أن يلجأ الفنان التشكيلي الشاب الذي قضى سنوات وسنوات يدرس ويبدع إلى التجارة أو العمل في مقاهي ومطاعم... «فمستقبله في الفن لا في مهن أخرى ما عليه فقط إلا أن يجتهد أكثر ويثق في قدراته حتى يحقق ما يصبو إليه».
وأشار صادق لعمري إلى أنه شارك في عدة تظاهرات فنية محلية وطنية ودولية، منها الملتقى العالمي لمدارس الفنون من تنظيم جبهة البوليزاريو ٢٠١١ و٢٠١٢، إلى جانب تظاهرات بوهران، أدرار، ورقلة، سطيف... وشارك في الطبعة الخامسة للمهرجان الوطني للمدارس الفنية والمواهب الشابة بمستغانم، وحصل على جائزة المهرجان الأولى في السريغرافيا. وسيشارك في معرض يقام بالمعهد الفرنسي بوهران يوم ٥أكتوبر القادم.