اعتبر خالد بلاتة، طالب سنة رابعة تخصص رسم زيتي بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة بباتنة، أن الجزائر تتوفر على مواهب شابة في الفن التشكيلي تنقصها الدعم والتشجيع من طرف مسؤولي الثقافة، داعيا إلى توفير الإمكانيات وتحسين الظروف بالمدارس الفنية الحالية كالإطعام والنقل أو فتح مدارس فنية بكل ولاية وتفعيل دور الشباب والثقافة حتى تعطي الفرصة لجميع المبدعين الشباب للتعبير عن قدراتهم الفنية وتطويرها، مشيرا إلى أن الفنان التشكيلي الشاب يصطدم بعراقيل كثيرة في مساره، تحط من معنوياته في الكثير من الأحيان وهناك من يصل به الأمر إلى حد الندم عن اختياره هذا المسار، لأنه لا يستطيع إعالة نفسه وعائلته من الفن، كما أن إنشاء ورشة فنية يتطلب أموالا كبيرة.
ودعا بلاتة في نفس الوقت الفنانين التشكيليين إلى عدم الاتكال على مسؤولي الثقافة والبحث عن حلول لتحقيق طموحاتهم في فن اقتنعوا به وأحبوه لتقديم أعمال في المستوى وتغيير نظرة المجتمع للفن التشكيلي.
وأشار بلاتة صاحب الـ٢١ سنة مقيم بدائرة عين فكرون ولاية أم البواقي، إلى أن الطلبة المتخرجين من المدارس الجهوية يجدون صعوبات في ايجاد مناصب عمل بالمقارنة مع المتخرجين من المدرسة العليا، لسبب يعتبره غير منطقي وهو فارق الشهادة المتحصل عليها، ودعا المشرفين على مسابقة الالتحاق بالمدرسة العليا إلى الأخذ بعين الاعتبار المستوى والموهبة في نفس الوقت.
وذكر بلاتة أن دائرة عين فكرون معروفة بإنجابها لعدة فنانين تشكيليين وبها مواهب شابة تجاوز عددهم الـ٦٣ فنانا، لكن الأغلبية منهم تخلوا عن الفن واتجهوا للتجارة لانعدام الإمكانيات، مؤكدا أنه رغم صعوبة الوضع إلا أن الفنان عليه أن يتشجع ويجتهد ويحاول تجاوز كل المشاكل والمعوقات، لأنه يؤدي رسالة نبيلة وبإمكانه النجاح لأنه مقتنع بالمسار الذي اختاره.
شارك خالد بلاتة في عدة معارض وتظاهرات فنية محلية ووطنية في كل من سوق أهراس، سيدي بلعباس، تيزي وزو... وتحصل على الجائزة الأولى بصالون الفنون التشكيلية ببئر العرش ولاية سطيف، وجائزة ورشة الرسم بالطبعة الخامسة للمهرجان الوطني للمدارس الفنية والمواهب الشابة التي جرت مؤخرا بمدينة مستغانم. وعن تتويجه في هذه التظاهرة أوضح بلاتة أنه كان مقتنعا بأعماله التي أنجزها طيلة أسبوع وكانت له ثقة كبيرة في إمكانياته «وفي النهاية الجميع اعترف بأن رسوماتي كانت في المستوى، ومنحتني اللجنة المنظمة الجائزة الأولى تثمينا للجهد الذي بدلته»، مشيرا إلى أنه رغم هذه التتويجات «مازلت أشعر أني في بداية الطريق للوصول إلى ما أصبو إليه»، موضحا أنه يحلم بأن يصبح فنانا معروفا يملك لوحات فنية عديدة، يخدم بها الثقافة الوطنية ويعطي كل ما لديه من أجل إرضاء الجمهور، مضيفا أنه رغم الصعوبات إلا أنه لن يفشل في سبيل تحقيق حلمه ومواصلة المشوار الذي بدأه منذ الصغر حين كان يدرس سنة ثالثة ابتدائي، قائلا «أتذكر أنه لما كنت أدرس سنة ثالثة ابتدائي سألتني جدتي عن أمنياتي فأخبرتها أني أحلم بأن أكون رساما ناجحا، وانطلقت في خطواتي الأولى من أجل الوصول إلى هذا الهدف». وواصل بلاتة حديثة «كاد الحلم أن يتلاشى في المرحلة المتوسطة
بعد وفاة الأب رحمه الله، لأن المسؤولية كبرت تجاه عائلتي بحكم أني الأكبر في البيت، وأصبحت أفكر أكثر في كيفية إعالة الأسرة وإيجاد عمل، وفي أحد الأيام اخبرنا مدير المتوسطة التي كنت أدرس فيها أن هناك مركزا ثقافيا فتح أبوابه مؤخرا يقترح تخصصات عديدة على الشباب منها الرسم، فأقبلت على تسجيل نفسي في هذا المركز رغم الظروف الصعبة التي كنت أمر بها، ووجدت المساعدة الكبيرة من الأستاذ الفنان عبد الحق جلاب، الذي شجعني ورفع من معنوياتي وكان له الفضل الكبير في التحاقي فيما بعد بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة بباتنة وكنت من أحسن طلبتها».
وتمنى بلاتة في الأخير أن يحظى الفن التشكيلي بالرعاية الكافية من طرف مسؤولي الثقافة، وأن يدعموا الفنانين التشكيليين الشباب.