فرضــــوا أنفسهــــم في عــــالم التمثيـــل

حضـور مميز للوجـوه الشبانيـة فـي الأعـمال التلفزيونيـة

محمد مغلاوي

تنوّعت الأعمال الرمضانية هذا العام وتعدّدت تعدد القنوات، واستقطبت الكثير منها جمهورا واسعا اختلفت انطباعاته حولها بين من هو راض عن ما شاهده وبين من هو متأسّف لمستوى بعض الأعمال، التي شاركت فيها وجوه معروفة وأخرى شابة تتطلع إلى النجاح مستقبلا، ووضع بصماتها في الإنتاجين التلفزيوني والسينمائي الوطنيين.


الانطباع المشترك الذي خرج به جميع من تابع برامج القنوات الجزائرية في شهر رمضان المنقضي، أنّ الطاقات الشابة في عالم التمثيل متوفرة تنقصها التشجيع المتواصل وتكثيف الأعمال سنويا دون اقتصارها على الشهر الفضيل، حتى تبرز أكثر وتطور من امكانياتها وقدراتها لتتمكن مستقبلا من منافسة الأعمال العربية والأجنبية.

شمس الدين لعمراني...تألّق وإخفاق

 أطلّ شمس الدين لعمراني بتألّق ونجاح على مشاهدي التلفزيون الجزائري في الجزء الثاني من برنامج''حكايتك حكاية''، الذي جاب فيه معظم ولايات الوطن وتونس ليزرع البسمة من خلال النكت والمواقف المضحكة، لكن مشاركته في سلسة ''دار البهجة'' للمخرج جعفر قاسم كانت متوسطة، وبدا عليه في المشاهد القليلة التي ظهر فيها نوع من التردد والارتباك، يرجعها البعض إلى نقص التجربة في مثل هذا النوع من الأعمال، حيث تعتبر مشاركته في ''دار البهجة'' الأولى له في عمل تلفزيوني، كما يرجعه آخرون إلى المستوى المتوسط للعمل ككل.
ويبقى ظهور لعمراني مع ممثلين كبار كبيونة وفريدة صابونجي وعثمان بن داود ومشاركته في كتابة السيناريو في حد ذاتها تجربة مفيدة له في مشواره الطويل في عالم التمثيل، بعد النجاح الباهر الذي حقّقه عبر اليوتيوب والفايسبوك من خلال مختلف الفيديوهات التي ينشرها أسبوعيا، وهو النجاح الذي جعل ''كنال ألجيري'' تبث حلقات من تلك الأعمال التي أنجزها لعمراني طيلة شهر رمضان المنقضي بعنوان ''دي كونيكسيون''.  
أحمد أمين دلال...العلامة الكاملة

 رغم المستوى المتوسط لسلسة ''دار البهجة'' للمخرج جعفر قاسم، إلاّ أنّ الممثل أحمد أمين دلال خرّيج المسرح استطاع أن يبهر المشاهدين وقدّم أداء رائعا في دور ''زينو''، في ثاني تجربة له في الأعمال التلفزيونية بعد مشاركته العام الماضي في مسلسل ''دموع القلب''، وظهر أمين دلال طبيعي تلقائي في أدائه دون اصطناع، وهو ما جعله محل إشادة من طرف الجمهور، رغم أنّه شارك مع كوميديين كبار مثل بيونة التي أدّت دور الجدة، فاستحق دلال العلامة الكاملة في انتظار التأكيد في الأعمال القادمة.
 
سارة العلامة...النّجمة الصّاعدة

 يرى المختصون أنّ من بين أحسن الأعمال الدرامية في الشبكة البرامجية لشهر رمضان ٢٠١٣ مسلسل ''أسرار الماضي'' للمخرج بشير سلامي، هذا العمل شاركت فيه عدّة وجوه معروفة وأخرى جديدة تألّقت بشكل لافت، منها الممثلة الشابة سارة العلامة في أوّل تجربة لها في عالم التمثيل، حيث جسّدت دور ''نورهان'' بروعة كبيرة ولم يشعر المشاهد أنها تشارك لأول مرة في عمل تلفزيوني، فكان حضورها جدّ متميز مع رانيا سيروتي وبهية راشدي، ويتوقّع المختصون أن تتألّق أكثر مستقبلا وتصبح نجمة السينما الجزائرية  .
مينة لشطر...في انتظار الأفضل

 اكتشف الجمهور الكوميدية الصاعدة مينة لشطر في سلسلة ''ساعد القط'' ثم في ''الزهر ماكاش''، وأبدعت في العملين، لتطل هذا العام بشخصية جديدة عبر التلفزيون الجزائري في عمل كوميدي للمخرج يحي مزاحم بعنوان ''جارتي''، الذي نال إعجاب الكثير من المشاهدين خاصة وأنّه عالج موضوع الجار في المجتمع الجزائري، وجسّدت لشطر بامتياز دور الجارة الحلاّقة الكسولة التي تعيش في عالم وهمي، رغم سقوطها في فخ التهريج والارتجالية في بعض الحركات، لكن ذلك لم يؤثّر على مشاركتها في العمل، التي برهنت من خلاله على موهبتها في مجال الكوميديا مع كل من فطيمة حليلو، مليكة بلباي وآنيا لونشي، ويبدو أنّها استفادت كثيرا من أدوارها السابقة ومن تجربتها المسرحية بمسرح القليعة.
وينتظر الجمهور من مينة لشطر خرّيجة قسم الترجمة أن تظهر في أعمالها المستقبلية أكثر حضورا، خاصة وأنها تطمح لخوض تجربة في الدراما.
 رضوان حليش...آداء رائع

 أثارت السلسلة الفكاهية ''آخام لدا مزيان'' إعجاب المشاهد منذ الجزء الأول، وتواصل النجاح هذا العام في جزئها الثالث، ومن بين الكوميديين الذين تركوا بصمتهم في العمل رضوان حليش، الذي جسد دور إيدير ذلك الشاب المشاغب الكسول في بيئة ريفية قبائلية. لفت انتباه المشاهدين من خلال حركاته ومظهره وكلماته ، أبرزت قوته وذكائه ومدى تحكمه في العناصر الأساسية للتمثيل الكوميدي، صوّر من خلال دوره واقعا بجميع مكوناته اللغوية والسلوكية والحياتية لشاب داخل أسرة محافظة تعيش المتناقضات بطريقة هزلية، فاستحق رضوان خرّيج المسرح كل التقدير   .
 
 سهيلة معلم...حضور وثقة في الآداء

رغم الأداء الصعب الذي منح لها في سلسلة ''دار البهجة''، إلاّ أنّ الممثلة سهيلة معلم استطاعت أن تقنع في تجسيد شخصية الفتاة الخرساء ''زينة''، وشعر كل من شاهد العمل بثقتها في النفس وذكائها في تجسيد شابة كاد الحب أن يفقد صوتها نهائيا وعائلتها، وبدا من خلال ظهورها في هذا العمل أن بإمكانها النجاح أكثر في الأعمال الدرامية عكس الكوميدية، وهو ما تأكد جليا من خلال دورها في مسلسل ''أسرار الماضي''، حيث كان لها حضورا متميزا في العمل.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024