أصبحت الطاقات المتجددة خيارا استراتيجيا للعديد من البلدان، وتزايد الاهتمام بها من طرف الباحثين والشركات، كونها تمثل إحدى أهم المصادر البديلة للطاقة التقليدية، إلى جانب أنها طاقة نظيفة وغير ملوثة للبيئة، مما يكسبها أهمية بالغة في تحقيق التنمية المستدامة.
الجزائر واحدة من البلدان التي أولت عناية كبيرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، عبر مشروع كهربة حوالي عشرين قرية في الجنوب، نظرا للإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها في هذا المجال. وحاول العديد من الأساتذة والخبراء والطلبة تسليط الضوء على مختلف الجوانب المتعلقة بهذه الطاقات، وأجروا بحوثا معمقة في هذا الشأن، منهم تقي الدين جفال، الذي أجرى بحثا عن استعمالات الطاقة الشمسية، واختاره كموضوع لمذكرة تخرج من معهد الهندسة الكهربائية والإلكترونيك جامعة بومرداس التي ناقشها أول أمس.
ذكر تقي الدين جفال، مهندس دولة في الكهرباء والإلكترونيك، لـ«الشعب»، أن مشروع البحث الذي قام به كان حول تطوير الخلايا الشمسية ذات الخاصية السميكة (١٠٠ مرة أصغر عن سمك الخلايا الشمسية العادية المصنوعة من السيلكون)، يتم صناعتها من مواد صديقة للبيئة كالنحاس والزنك، ذوي التكلفة المنخفضة والمتوفرة بكمية كبيرة، وتصل مردوديتها إلى ١٠٪، إذ «حاولت رفقة فريق بحث بمركز البحث في تكنولوجيات نصف النواقل للطاقوية، التابع لمركز البحث النووي بالعاصمة، تطوير المشروع للوصول إلى ١٥٪ حتى يمكن استغلالها صناعيا»، مؤكدا أن هذا المجال يسيل لعاب العديد من مراكز البحث في العالم منذ عام ٢٠٠٩، حين بدأ الاهتمام بالطاقات المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية.
وعن سبب اختياره هذا البحث كموضوع لمذكرة التخرج، قال «أنا مهتم كثيرا بقطاع البيئة والطاقات المتجددة، وبحثي في هذا الشأن بدأته منذ مدة حول الألواح الشمسية، آنذاك وجدت بعض الصعوبات، وهذه السنة زاد اهتمامي بالموضوع بعد أن قمت بتربص في مركز البحث النووي بالعاصمة، وأرى أنه من المهم أن تقوم مراكز البحث والجامعات بدورها في هذا المجال، انطلاقا من توفر الجزائر على قدرات هائلة». وأضاف «لأن ثروة البترول زائلة علينا أن نوسع البحث في البدائل لإيجاد الحلول، لتكون الجزائر رائدة في الاستثمار وتطوير الطاقات المتجددة بتكنولوجيا محلية ذات تكلفة أقل».
جمعتني لقاءات مع أبرز الشخصيات الناشطة في مجال حماية البيئة
كان لتقي الدين جفال، رفقة مجموعة من الشباب المهتمين بالبيئة الثلاثاء الماضي لقاء مع الوزير الأول عبد المالك سلال، بحضور وزير تهيئة الإقليم والبيئة والمدينة عمارة بن يونس وعدة وزراء، إلى جانب ارنولد شوايزنيغر لمناقشة الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على البيئة، وعن ذلك يقول جفال «هذا اللقاء جاء بعد ستة أشهر تقريبا من حضوري مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ بالعاصمة القطرية الدوحة رفقة ١٢ شابا جزائريا، بصفتنا أعضاء في الحركة العربية للمناخ، وكان المؤتمر فرصة للقاء العديد من الشخصيات منها الوزير عمارة بن يونس، الذي سأل عن نشاطاتنا في مجال الحفاظ على البيئة، وحدثنا عن برامج ومشاريع الوزارة في هذا الشأن، وثمن مشاركتنا في المؤتمر، وألح على أن تكون للوزارة لقاءات معنا في الجزائر ومع جميع الشباب والجمعيات الناشطة في هذا المجال» .
وواصل جفال حديثه قائلا : «بمناسبة زيارة أرنولد شوازنيغر حاكم كاليفورنيا السابق ورئيس منظمة ''آر ٢٠'' للجزائر، وجهت لنا الوزارة الأولى دعوة لحضور اللقاء الذي كان بفندق الأوراسي الثلاثاء الماضي، لمناقشة وضعية البيئة في الجزائر، ومختلف النشاطات والبرامج لحمايتها. شاركت رفقة طالبتين من تلمسان وقسنطينة، تحدثنا مع الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي أكد لنا استعداده لدعمنا ومساعدتنا، كما كانت لنا فرصة للاطلاع على برنامج وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والمدينة، الذي يركز على مسألة تنظيف المدن من النفايات وتوعية المواطنين بالحفاظ على الأحياء نظيفة وزيادة المساحات الخضراء، كما التقينا آرنولد شوازنيغر، شرحنا له الجهود المبذولة لحماية البيئة في الجزائر، وقدمنا له إيضاحات على عمل ٣ جمعيات تنشط في مجال البيئة، وبرامج الجامعات الجزائرية، كما تحدثنا عن مشاريع الطاقة الشمسية، وناقشنا معه ما ستجنيه الجزائر من فتح فرع للمنظمة التي يرأسها ''آر ٢٠'' بوهران، وغيرها من المواضيع التي تخص البيئة».