برحيق الزهور التي يملأ عبقها أرجاء رصيف ساحة أودان بالبريد المركزي استقبلنا هو وصديقه ولم يبخل على ''صفحة شباب بلادي'' بالإدلاء بما دفعه إلى بيع الزهور ومشاركته في هذه التظاهرة، ليخبرنا أنه ألف هذه المهنة، منذ الصغر وأكد لنا قائلا: ''لا أخفي عنكم أن هذه المهنة بدأتها مع أحد الأقارب وهو ابن الخال في مشتلة بمنطقة الحميز منذ سنة ١٩٩٧، حيث تعلمت تقنيات الغرس والسقي والاعتناء بالزهور والورود فمنذ أن غادرت مقاعد الدراسة في التاسعة أساسي استهوتني هذه الحرفة التي تحمل أسرارا كثيرة، كما أنني أعتبرها مصدر رزقي حين أقوم بتسويقها.
وكم تكون سعادتي بقدوم فصل الربيع والصيف حين تكثر المناسبات ما يجعلنا نشارك في عرض وبيع الورود وأنواع النباتات المختلفة بما فيها الجديدة المستوردة من الخارج، فقد شاركنا في هذا المكان سنة ٢٠٠٦، ثم في مدينة رويبة، فنحن نقوم بتسجيل أنفسنا في عدة بلديات وعند إقامة مثل هذه التظاهرات يقومون بدعوتنا للمشاركة''.
ويؤكد مغاري الياس أنها مبادرة تشجع ممارسي هذه الحرفة، خاصة الشباب منهم، كما يرى أن هناك إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين يعشقون عالم النباتات، حيث يقوم الياس بتقديم كل النصائح بالاعتناء بالنبتة التي يقوم الزبون بشرائها.
يضيف الشاب الذي يقول، إن حرفته هذه هواية يحبها ويمارسها، ويبقى طموحه مشروع حيث ينوي الالتحاق بالتكوين في مجال الترصيص، حتى يكسب مهنة يعتمد من خلالها مستقلا على جلب رزقه.
أما بوخزاطة بلال ذو الـ٢٠ سنة، فهو طالب بالثانوي ويشارك لأول مرة في معرض النباتات، اعترف أنه لم يكسب خبرة معتبرة في هذا المجال، لكنه يريد الإلمام بعالم النباتات الذي يهواه، متمنيا إيجاد فرصة التكوين في هذا الميدان، دون أن يتخلى عن طموحه المتمثل في مواصلة الدراسة والتخصص في الترجمة.
الياس وبلال خاطبا الشباب من خلال صفحة ''شباب بلادي'' واقترحا عليه الولوج إلى عالم الأزهار والنباتات بصفة عامة ليتعرفوا على الجمال والسرّ التي تخبئه هذه المهنة، في حين أعابا الشباب الذي يتمتع بصحة جيدة وله من القدرات ما يجعله فاعلا في المجتمع، لكنه يفضل الكسل والاستسلام والركون للراحة التي تنعكس عليه سلبا.