من جنوب الجزائر، أدرار ومن مدينة تمنطيط شاركت خديجة عبد الواحد إلى جانب مبروكة بمجيد في هذا المعرض الذي جاء تحت شعار ''أرضي ...حرية إبداعي''، حيث لم تفوت فرصة دعوتها للمشاركة للتعريف بمنتوج يعكس فن قديم لمنطقة تعانق فسيفساء جمالها المكتسب بالأوساط العائلية والمتمثل في الفخار المعانق للتقاليد العتيقة للمنطقة، هذا ما أكدته خديجة البالغة الـ٣٢ والمولودة بقرية صغيرة في جنوب أدرار.
تقول الشابة ''إن بدايتي كانت منذ الصغر، كنت أساعد الوالد في هذه الحرفة، حيث كان يقوم بصناعة الأواني الفخارية التي تتميز بها منطقة تمنطيط، ما شجعني على التوجه للتمهين في هذا المجال بعدما تركت مقاعد الدراسة في الثانية ثانوي.
بعد عامين من التمهين بالمركز تحصلت على ديبلوم، الأمر الذي جعلني أتحصل على بطاقة حرفي''.
أصرّت خديجة عبد الواحد على مواصلة العمل في هذه الحرفة والحفاظ عليها من الاندثار، فتفانت لهذا الطابع ومنحته كل ما تملك من إبداع وجهد بأداء مهامها بكل مراحله، بداية من تحضير المادة الأولية المتمثلة في الطين والجبس ـ تقول خديجة ـ لتقوم بتبليلها بالماء مضيفة لها مادة حجرية قديمة، لتصبح عجينة صالحة متماسكة توضع في قوالب من نوع ''الزير'' و''البخارة'' لمدة ست ساعات وبعد تجفيفها تطمر وتغطى لمدة ٢٤ ساعة في مواد بيولوجية تكسبها الصلابة.
هو عمل يدوي تقوم به الشابة ورفيقتها مبروكة انطلاقا من المادة الأولية إلى الصقل النهائي، حيث تُنقش بطريقة فنية تغلف بعدها بطبقة رقيقة باللون الأسود أو الغرافيت التي تمنح الطابع المعدني لأشكال القطع الجميلة المتنوعة.
الشابة التي أحبّت حرفتها أكدت أن منتوجها يلقى رواجا معتبرا من طرف السواح في منطقة
أدرار خاصة في فصل الربيع، حيث يكون المردود كبيرا، ما يجعلها تقوم بكل التحضيرات وتكون جاهزة في الموعد. كما أكدت أنها تشارك لأول مرة في معرض ''أرضي..حرية إبداعي'' بالعاصمة والمقام حاليا بقصر رياس البحر، بعدما اقتصرت مشاركاتها في المعارض التي كانت تقام بولاية أدرار.
وبالمناسبة حثت ''شباب بلادي'' على العمل والمضي إلى الأمام من خلال رسم أهدافه والسعي إلى تحقيقها بالصبر والإرادة، ولم تفوت الفرصة من خلال هذه الصفحة للدعاء بالشفاء العاجل لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.