النّاشط محمد عبد السلام بوبكري لـ"الشعب”:

أعمل على تجسيـد “مخيّـم صيفـــي إبداعـي للشبـاب” وتطوير مشـروع “المتجــر الإلكــتروني”

حـــاوره: محمـــد مغـــلاوي

 هدفي ترك بصمة لفائدة العالم في مجال الطّاقات المتجـدّدة وريــادة الأعمــال
 اللّغـات الأجنبيـة فتحـت لي أبـواب التواصـل النّاجـح والـهـــادف

أنصح الشباب بالتّركيز على مجال تخصّصهم وإتقانه وعدم الاستسلام للفشل

أتحسر عندما أرى شبانا يتسكعون في الشوارع ويضيعون وقتهم كان بالامكان استثماره في أشياء مفيدة

محمد عبد السلام بوبكري، ناشط شبابي، طالب سنة ثانية بالمدرسة العليا للهندسة الكهربائية والطاقوية بوهران، يبلغ من العمر 20 سنة، يقيم بمدينة وهران. بدأ نشاطه التطوعي منذ 3 سنوات ضمن جمعيات هادفة لتطوير الشاب الجزائري ومهاراته على الصعيد الشخصي والاحترافي، يحب المغامرات والتكنولوجيا، يتقن ثلاث لغات: العربية، الفرنسية والإنجليزية، وبصدد تعلّم اللغة الألمانية. شارك في عدة ملتقيات ومبادرات آخرها مندوب للشباب في دار السلام بتنزانيا لمناقشة: “مسألة تنمية إفريقيا وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في القارة”، كما كان عضوا في منظمات وهيئات شبابية وطنية ودولية. يتحدث في هذا الحوار مع “الشعب” عن مشواره الدراسي والتطوعي، وكذا تجاربه وطموحاته المختلفة ونظرته للمستقبل وغيرها من الأمور.

❊ الشعب: تقوم بعدة نشاطات ومبادرات شبانية منذ الصغر، حدّثنا عنها وماهي الهيئات التي تنشط فيها اليوم؟
❊❊ محمد عبد السلام بوبكري: البداية كانت لما تمّ اختياري للمشاركة في برنامج “El Amel Project – Summer Camp 2015”، المدعم من طرف سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر و«برليتز” لتعليم اللغات الأجنبية، فقد كانت بالنسبة لي فصلا جديدا من حياتي بعد تعارفي بشبان ناشطين في مبادرات عديدة على الصعيد العالمي مثل جمعية “أيساك”، وعلى الصعيد المحلي مثل نموذج الأمم المتحدة الجزائر وكانت هذه المشاركة سبب خوضي تجارب مع كل منهما.
في أوائل أكتوبر 2015، انضممت إلى الرابطة الدولية للطلاب في الاقتصاد والأعمال، أو ما يعرف اختصاراً بأيساك  (AIESEC)، وهي منظمة عالمية للشباب تطور القدرات الريادية، وتشرك الطلاب والخريجين في البرامج التدريبية والتبادل الطلابي العالمي للمنظمات الربحية وغير الربحية، مقرها الرئيسي مدينة نوتردام بهولندا، ويوجد عدة مقرات للمنظمة في الجزائر بكل من ولايات وهران، الجزائر العاصمة، قسنطينة، البليدة، وورڤلة. كنت مسؤولا عن خلية الاتصال والإعلام وإدارة المعلومات لعدة مشاريع من بينها “Guidini 1 . 0”، مشروع غير ربحي نظم في أفريل 2016 على مستوى جامعة USTO بوهران، يقوم على محادثات وورشات عمل تساعد على توجيه الطلاب لاكتساب المهارات والمعرفة والتوجه من طرف أشخاص مختصين وأصحاب خبرة، ككيفية كسب ثقة رب العمل في مقابلة، كيفية كتابة “إيميل” بكل احترافية وما يجب تجنبه كطالب، وقد تم تنظيم الطبعة الثانية منذ أسبوعين فقط.
في صيف 2016، قمنا أيضا بتنظيم مدرسة صيفية “Summer Sunchine School 2016” لتعليم اللغات الأجنبية، الفرنسية، الإنجليزية، الألمانية، الإسبانية واليابانية، وقمنا بجلب أجانب لتعليم لغاتهم الأم أيضا، من ألمانيا وإسبانيا. التحق أكثر من 100 شاب من مدينة وهران وضواحيها لتعلم إحدى هاته اللغات بدفع مبلغ رمزي فقط. انتهى هذا الفصل بعد أن تركت المنظمة في أوت 2016 للتركيز على مشاريع أخرى بعد أن شعرت أنّني تحصلت على ما كان يلزمني من مهارات، وأيضا لترك المجال لشباب صاعدين والفرصة لآخرين من أجل التعلم والاستفادة. إذ كانت تجربة جد ممتعة بعد قضاء قرابة سنة وساعدتني على اكتساب شبكة اتصال مع شبان ناشطين، منهم من أصبح شريكا لي في مشروع لريادة الأعمال.
فصل آخر بدأ في أواخر ديسمبر 2015 بعد مشاركتي كمندوب ببرنامج “نموذج الأمم المتحدة الجزائر” بالعاصمة، كانت من أجمل وأثمن التجارب يمكن لشاب جزائري الخوض فيها آنداك، فقد تفتّحت عيوني نحو آفاق جديدة وكسبت معارف مع شبان من مختلف أنحاء الوطن، هذه المرة أكثر من 150 شاب جزائري ناشط، وبعد ذلك قمت بالالتحاق بفريق البرنامج في فيفري 2016 كنائب للأمين العام مكلف بالاتصال والتسويق بقيادة عريف عبد الجليل، ورفقة عفاف عساس وشباب آخرين حملوا المسؤولية وقدموا الكثير من طاقتهم ووقتهم للتحضير للمؤتمر، حيث قمنا بتنظيم اليوم العالمي للشباب من طرف “منتدى شباب نموذج الأمم المتحدة الجزائر” في أوت 2016 بمشاركة محادثين شباب (Talks)  ناجحين على مستوى ريادة الأعمال والإعلام، وأردنا من خلال هذا المنبر أن نمنح لهم الفرصة لمشاركة مشاريعهم وخبراتهم مع الآخرين. ثم نظّمنا مؤتمر “نموذج الأمم المتحدة الجزائر” في طبعته الثالثة أواخر ديسمبر 2016، الذي حضره أكثر من 250 شاب جزائري من 43 ولاية.
 وفي جانفي الفارط غادرت البرنامج لإتاحة الفرصة لشباب آخرين لخوض تجربة مماثلة واكتساب مهارات احترافية ستساعدهم حتما في حياتهم المهنية. وساهمت أيضا بتنظيم “تيد إكس” بجامعة باتنة (TEDx University of Batna).
من المبادرات الترفيهية التي قمت بها الانطلاق في نشاط فوتوغرافي تحسيسي على موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” يدعى:  أناس وهران (Humans of Oran) لفترة من الزمن مستوحى من أناس نيويورك (Humans of New York)، هدفه نشر قصص من المجتمع رفقة صورة، قد تغير فكر شخص، تلهمه، أو تحذره من مخاطر آفة اجتماعية معينة.
❊ كيف اخترت مجال تخصّصك في الجامعة، هل هو حلم الطفولة أم للعائلة دور في ذلك؟
❊❊ لقد كانت من أغرب التجارب، يقول المثل: “تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ”، فقد كان تخصّصي الحالي الاختيار التاسع من أصل عشرة اختيارات بعد تحصلي على شهادة البكالوريا، ولم يكن حلم الطفولة على الإطلاق فحلمي منذ الصغر كان أن أصبح قائد طائرة كأي طفل صغير، ولهذا لا أنصح بطرح أسئلة للأطفال مثل: ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟ ما هي مهنة الحلم؟ فذلك قد يؤثر عليه سلبا في المستقبل ويسبب له ضغطا إذا لم يحقق ذلك الحلم، فالأحلام والأهداف تتغير مع مرور الزمن.
بالنسبة للعائلة لم يكن لهم أي تأثير على اختياراتي سواء في الدراسة أو في أمر آخر، فأنا سعيد لأني أملك أبوين جد متفهمين، صحيح أنهم اقترحوا عليّ تخصص الصيدلة، ولكن شاءت الأقدار أن ألتحق بالمدرسة العليا للهندسة الكهربائية والطاقوية بوهران والتي أنا مسرور جدا بالانتماء إليها رغم كثافة الحجم الساعي للدراسة. لهذا أنصح المتحصّلين على بكالوريا 2017 الالتحاق بها (يمكنهم قراءة مقال كتبته على موقع الدراسة ency-education تحدثت فيه بالتفصيل عن المدرسة).
صحيح أنّني لم أكن راض في البداية ولكن بعد التحاقي بمقاعد الدراسة وخوض التجربة فيها تغيّر كل شيء، فكلّما أتذكّر هذه التجربة في اختيارات المدارس الوطنية والجامعات بعد البكالوريا، أحمد وأشكر اللّـه كثيرا. كما أنّني تعلّمت درس القضاء والقدر خاصة بعد الإضراب الطلابي الذي حدث مع طلبة الصيدلة.
وما أريد أن أنوّه به هو أنه بإمكان الطلبة في هذا العصر مهما كان تخصّصهم أن يتقنوا مجالات ويصبحوا محترفين فيها فقط بالتعلم عبر الانترنيت، فيوجد مئات الجامعات العالمية حاليا توفر دروسها للعالم بشكل مجاني في منصات مختلفة مثل edraak.org, edx.org وcoursera.org وغيرها الكثير.
❊ شاركت أيضا في تظاهرات شبانية خارج الوطن ما هي؟ وكيف تمكّنت من حضورها والمشاركة فيها؟
❊❊ منذ قرابة شهر، شاركت كمندوب للشباب في دار السلام بتنزانيا رفقة زميلتي المندوبة إيمان هاجر بوالشعير من مدينة قسنطينة لمناقشة: “مسألة تنمية إفريقيا وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في القارة”، حيث تمّت دعوتي من طرف المنظمة الحكومية “يونغوزي” للتنمية المستدامة للمشاركة في التحاور الشباني الإفريقي (African Youth Dialogue 2017)، الذي أقيم في مركز جوليوس نيريري الدولي للمؤتمرات في دار السلام يوم 6 أفريل 2017 بحضور نائب وزير الصحة والتنمية المجتمعية والمرأة والأطفال د.هاميس كيجوانغالا ونائب رئيس جمهورية تنزانيا سولوهو حسن، حضره أكثر من 150 شاب إفريقي من 29 بلدا، وكانت تجربة جد مثمرة على الصعيدين الثقافي والفكري، اكتسبت شبكة اتصال من بلدان: كينيا، تنزانيا، زيمبابوي، السودان، مصر، تونس، المغرب، السنغال، غانا، نيجيريا...إلخ، شباب مثقف، واع وذو فكر إفريقي راق، كلهم يؤمنون بإفريقيا موحّدة، فكنوز إفريقيا هي في شبابها. وكان هناك إثراء ثقافي كبير، فعلى سبيل المثال عاصمة تنزانيا هي دودوما وليست دار السلام، توجد أكثر من 90 لغة في إثيوبيا لوحدها، أيضا ليس لديهم اسم العائلة في اثيوبيا، فهم يسمون بثلاثة أسماء (الجد، الأب والاسم الجديد للمولود)، المجاعة تضرب زامبيا وثمن تذكرة الحافلة هناك بسعر 5 دولارات. مابوتو عاصمة الموزمبيق ونيروبي عاصمة كينيا متطورتان على عكس ما نعتقده، رواندا ستلتحق بركب الدول المتطورة في العقود القادمة نظرا للتقدم الفائق...الخ. استفدت كثيرا بعد خوض هذه التجربة وأنا أنصح الشباب الجزائري بالظفر بالفرص على الصعيد العالمي ستكون حتما لها تحفيز وتأثير إيجابي في الرغبة لتطوير المجتمع والبلد ككل.
❊ ما الذي استفدته من خلال تلك المشاركات خاصة فيما يتعلق بميدان ريادة الأعمال والقيادة؟
❊❊ كل هذه المشاركات هي تحضير فقط لما هو قادم، حيث ساعدتني على الخوض في ريادة الأعمال، والتي أصنّفها ضمن خانة التجارب الصغيرة، منها “متجر إلكتروني” لبيع المنتجات الإبداعية “We Doo Coool”، حيث قمت رفقة يوسف شعيب في أوت 2016 بإنجاز داخل مرآب دفاتر بأغلفة جد إبداعية غير مملة كالتي ترونها يوميا في المكتبات، لقت رواجا وسط الشباب الجزائري في مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف ولايات الوطن، خاصة من شرق الجزائر، وقمنا بيبع عشرات النسخ، إلا أنّنا فشلنا فيما يخص التوصيل والدفع التي استعملنا فيها الطرق التقليدية، مكالمة هاتفية، لقاء بالجامعة، التسليم والدفع المباشر. ولكن هذا لم يكن حاجزا، فرغم كل العراقيل (خاصة فيما يخص المطبعات، الذين يفكرون أصحابها في الربح السريع بطبع الآلاف وعدم موافقتهم بطبع كمية قليلة، وهذا من حقهم وهم ليسوا ملامين على ذلك، ولكن سيكون من الجيد أن يتيحوا الفرصة لشباب مثلنا). نحن نحضّر من أجل البدء من جديد هذا الصيف والمخاطرة رغم خسارة العام الفارط، وقد ساعدتني هذه التجربة في التركيز على مجال “الويب” فقط، لأنه لا يتطلب الكثير من التمويل ولا توجد عراقيل فيه.
فيما يخص القيادة (Leadership)، كنت جد متحمّس في البداية لكني اتجهت نحو ريادة الأعمال لأنني إنسان يفضل الفعل عن القول، وأعتقد أن مصطلح القيادة لا يرتبط إلا بالسياسة أو المنظمات بل يمكن ربطه بمجال ريادة الأعمال، فعلى سبيل المثال أنا متأثر برائد الأعمال ذي الأصول الجنوب إفريقية “إلون موسك” الذي يسعى إلى إفادة البشرية، وهذا ما أسعى إليه كشاب، بأن أفيد مجتمعي سواء كقائد أو كرائد أعمال.
من العراقيل التي صادفتني الحكم المسبق، خاصة ذلك التفكير التقليدي الذي يربط النضج بالسن، فقد أثّر نوعا ما عليّ، فعند بعض الأشخاص يجب أن تكون كبير السن لتكون ناضجا. لذلك من الجيد أن أركز على “الويب” وأقلل التعامل مع الناس لتفادي هذه العراقيل، وأحيانا أجد نفسي غريبا في وطني، والناس لا تفهمني، لا أعلم لماذا؟؟.
❊ ما هي مشاريعك الحالية والمستقبلية وأهم طموحاتك؟
❊❊ من المشاريع الحالية التي أعمل على تجسيدها على أرض الواقع “مخيم صيفي إبداعي للشباب” من 18 إلى 28 سنة لمدة خمسة أيام، حول خلق بيئة غير عادية لإطلاق العنان للإبداع وتوجيههم بتقديم محادثات، ورشات عمل في مختلف المجالات، التسويق، التصوير الفوتوغرافي، الأنفوغرافيا، التفكير الإبداعي وخلق حس مدير المشروع بعرض مختلف التحديات لخلق مشروع في غضون 48 ساعة متتالية. هذا المشروع هو في طور الإنجاز مع أشخاص جد مبدعين: يوسف شعيب، سيف الدين قدوري، علاء الدين دروازين وطريق حطاب، حيث نقوم بتوفير خدمات تساعد الشباب على إطلاق برامجهم “اليوتيوبية”.
مشروع المستقبل إن شاء الله هو تطوير خدمات «المتجر الإلكتروني We Doo Coool»، وربما عرض المنتجات للبيع مباشرة إلى خارج الوطن والتركيز على الصعيد العالمي في منتجاتنا وذلك لسهولة الأمر، خاصة بتوفر الدفع الإلكتروني.
لديّ العديد من الطموحات كأي شاب في العالم، أنا أرى نفسي في مجال الطاقة خاصة المتجددة منها أو البيئة، حيث أقوم بالتنقل مستعملا دراجتي الهوائية، خاصة إلى مدرستي يوميا. وأطمح لأكون ناشطا في هذا المجال أو كرائد أعمال خاصة في مجال “الويب”، ولم لا دمج الاثنين معا. من بعض الأهداف أيضا إتقان لغات أخرى كالألمانية، الإيطالية، أيضا الإفريقية كالسواحيلي. إجمالا أريد أن أترك بصمة لفائدة العالم إن استطعت.
❊ كيف ترى واقع روّاد الأعمال الشباب في الجزائر؟
❊❊ لقد لاحظت في الآونة الأخيرة تطور جد سريع فيما يتعلق بظهور رواد الأعمال الشباب في الجزائر، أنا جد مسرور وفخور لأن عقلية ريادة الأعمال بدأت بالازدياد يوما بعد يوم. ومن بين الرواد الشباب الناجحين في الجزائر الذين بحثوا عن المشكل ووجدوا حلولا له نجد هشام مباركي صاحب مشروع «DirassaTic» الهادف لتطوير مجال الدراسة في الجزائر.
❊ في رأيك ماهو رائد الأعمال الناجح؟
❊❊ هو الذي يبحث عن المشكل، يحدده ويسعى لإيجاد الحلول المناسبة له، ذلك الإنسان الذي يحاول عدة مرات، يقوم ببدأ مشاريع، أعمال، يفشل ويفشل، ينجح لمدة من الزمن في أخرى ثم يفشل مجددا لينجح في الأخير ولو بعد عشرات السنين (مثل مؤسس سلسلة الماكدونالدز، راي كروك)، كما أعتقد أن نجاح رائد الأعمال يتعلق برؤيته للمستقبل واستباق الأحداث، حالة السوق جودة المنتوج، فإن كان المنتوج متميزا عن غيره، لا يهم إن كان رائد الأعمال رجلا، امرأة أو “كائنا فضائيا”، فالشكل، العرق، الجنس، السن لا يهم، إن كان المنتوج الذي أتى به مفضل عند الزبون، حتما سينجح.
❊ هل من رسالة توجّهها للمسؤولين والشباب؟
❊❊ رسالتي للشباب أن السن ليس عاملا على الإطلاق، يمكن البدء بمبادرات في سن 16 سنة، كما يمكن بدء ريادة الأعمال عند سن 70 سنة، فالسن مجرد رقم. الشيء الأهم هو عدم إضاعة الوقت واستثماره دائما في الأشياء المفيدة، على سبيل المثال، استثمر وقتك في تعلم لغة أجنبية جديدة كل سنة.
اللغات الأجنبية فتحت لي العديد من الأبواب، خاصة على الصعيد العالمي، من الضروري إتقان اللغة الإنجليزية. ففي تجربتي لما سافرت إلى تنزانيا، التقيت بشابين جزائريين في مطار دبي، ثم بمطار دار السلام، ذاهبين لتشجيع فريق مولودية الجزائر، يتلعثمون بخليط يجمع بين الفرنسية والدارجة مع موظف تنزاني. لهذا على كل شاب وشابة تعلم اللغة الإنجليزية لأنها لغة العلم والعالم حاليا.
نصيحتي للشباب أيضا أن يركّزوا على مجال تخصّصهم وإتقانه وعدم تشغيل بالهم فيما لا يخصّهم ولا يعنيهم، أظن أنه إذا كل واحد منّا يركّز على تطوير ذاته وحسن خلقه، سيتطور المجتمع تلقائيا. قضاء الوقت مع أصدقاء ذي رؤية للمستقبل، ملهمين ومبدعين.
يتحسّر قلبي عندما أرى شبانا في مقتبل العمر يتسّكعون في الشوارع ولا يفعلون أي شيء، ويضيّعون وقتهم هباء كان يمكن استثماره في شيء مفيد.
في الأخير أفضّل توجيه رسالة إلى مسؤولي الغد، شباب اليوم لأنّ كل شيء فانٍ إلا الله عز وجل، فرسالتي لهم هي إتقان العمل ثم إتقان العمل، الاحترافية والضمير.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024