تذّوقت الموسيقى ولم تكن تفقه فيها إلاّ مصطلح ''مفتاح صول''، لم يتجاوز سنها الثامنة عندما كانت تنصت بإمعان إلى أبيها الهاوي وهو يعزف على آلة ''البيانو''، حينها جرّبت أناملها الصغيرة مداعبة هذه الآلة التي اكتشفت من خلالها هواية تقبع في أعماق هذه البريئة.
لم يمنعها الوالد من دخول غمار التجربة إلى أن كسبت تقنيات وفنيات العزف على هذه الآلة، ففكّرت مع مرور الزمن أن تتجه إلى مدرسة متخصصة، لكن ابتسام أكّدت أنّ والدها لم يوافقها على الفكرة كونها لم تتجاوز السن العاشرة، حيث قالت: ''عارض الوالد الفكرة في الأول معارضة شديدة، كان خائفا على دراستي وهو الذي كان يحلم دائما أن يراني مهندسة أو طبيبة، لكن إصراري كان أقوى من ذلك، حيث كنت دائما أتم واجباتي ووظائفي المنزلية بعد عودتي من المدرسة لأعزف بعض المقطوعات الموسيقية التي لقّنها لي.
وبعد سنتين أصبحت أتردّد على دار الشباب الموجودة بالحي، وانضممت إلى فرقة موسيقية في الانشاد الوطني، وكنت أجلب اهتمام الكثيرين سواء من الأساتذة والجمهور الحاضر في الحفلات التي كانت تقام في إطار البرامج السنوية''.
تستمر الرحلة اليومية مع الدراسة والموهبة التي تجتاح أعماق هذه الصغيرة، ''ابتسام'' تريد النجاح في الدراسة وترفض التخلي عن لغة الكلمات والألحان، تكبر ويكبر إصرارها على صقل موهبتها تحديا آخرا أقنعت من خلاله والدها لولوج مدرسة موسيقية بتيبازة، مؤكدة أنّ العلامة الممتازة التي تحصّلت عليها في شهادة التعليم الأساسي كانت منعطفا جميلا في حياتها، حيث اقتنع الوالد ــ تضيف الشابة ــ أنّ الموهبة ليست بالضرورة عائقا أمام النجاح في الدراسة، ''وحينها أصبحت محظوظة وكان طموحي يحرّكني في كل مرة نحو النجاح ويقوّي عزيمتي في اجتياز الصعاب، أعمل دائما على تحقيق أهدافي بالعمل والمثابرة والصبر الذي تعلّمته من أبي''.
شاركت الشابة في العديد من المسابقات الوطنية والمحلية، وتوّجت فرقتها بجوائز ومراتب مشرّفة، وواصلت دراستها دون أن تفكر يوما في إهمالها، بل كانت تحرص دائما وتسعى للحصول على نتائج جيدة، وكان ما أرادت.
أنهت دراستها وتحصّلت على شهادة في الهندسة المعمارية محقّقة بذلك حلمها وحلم أبيها.
يظهر جليا من خلال الدردشة الجميلة والمتواضعة التي جمعت صفحة ''شباب بلادي'' بـ ''ابتسام'' أنّها شابة طموحة جدا وعاطفية وتحب الخير للجميع، وخاصة الأطفال الذين تتفكر يوميا من خلال عالمهم بدايتها مع آلة ''البيانو''، حيث تفكر وتسعى للعمل جاهدة على أن تكون أستاذة في الموسيقى لتلقّن كل من يملك هذه الموهبة التي عشقتها منذ الصغر.
إبتسام (تيبازة)
''دخلت غمار التجربــة... وحقّقت هدفي''
نبيلة /م
شوهد:1657 مرة