دعا شباب الجنوب في تصريحهم لـ«الشعب»، إلى الاهتمام باليد العاملة المحلية، وتجاوز الشروط التعجيزية في الحصول على الشغل، معتبرين أن الولايات الجنوبية تتوفر على كفاءات وطاقات في جميع التخصصات، بإمكانها الالتحاق بالشركات والمؤسسات العاملة بالمنطقة.
يرى مسعود قانة من مدينة تڤرت بولاية ورقلة، أن خروج شباب الجنوب للشارع سلميا جاء لإيصال كلمته ولفت انتباه السلطات المحلية والجهات المعنية للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها، ودعوتهم لتجسيد الوعود فعليا، مضيفا أن شباب الجنوب يعانون من اقصاء القائمين على التوظيف رغم أنهم يتوفرون على الكفاءة، القدرات العلمية والمؤهلات المطلوبة للالتحاق بالشركات والمؤسسات الموجودة بالمنطقة.
وطالب ''انة باعطاء الفرصة لأبناء الجنوب من ذوي الكفاءات لاعتلاء المناصب، وتكثيف زيارات المسؤولين والوزراء لمراقبة سيرورة التنمية والاتصال المباشر بالمواطنين دون الاكتفاء بالتقارير الموجهة لهم، وتفعيل جمعيات المجتمع المدني ونشاط التوعية في الوسط الاجتماعي، بهدف قطع الأيادي التي تسعى لتخريب الوطن من خلال استغلال هاته المطالب المشروعة لأغراض سياسية وايديولوجية.
واعترف مسعود قانة بمعاناة الطلبة من نقص التأطير بجامعات الجنوب، مما يؤدي ـ حسبه ـ إلى ضعف المستوى العلمي، داعيا إلى الشفافية في إعلان المسابقات في مختلف المدارس الوطنية العليا، والقضاء على البيروقراطية الإدارية في الشركات البترولية الوطنية والأجنبية، وتغيير عقلية بعض المؤسسات المستثمرة التي تتبنى جلب العمال المنتمين لها سابقا، مما يؤدي لحرمان أبناء الجنوب من التشغيل، مشيرا إلى تخوف أبناء المنطقة من قروض التشغيل لاعتبارات مختلفة، مركزا على أهمية التواصل واسترجاع ثقة الشباب.
الجامعيون أكثر الفئات معاناة وتهميشا
من جهته أشار عمر بن يحي من ولاية تمنراست، إلى أن اقصاء اليد العاملة المحلية، وفرض شروط تعجيزية لأبناء الجنوب للحصول على العمل أهم أسباب الاحتجاجات، وتساءل عن سبب تركيز الشركات على جلب العمال من مناطق أخرى رغم توفر الولايات الجنوبية على يد عاملة مؤهلة متخصصة أو عادية لا تقل شأنا عن باقي العمال. وذكر بن يحي أن الطلبة هي الطبقة الأكثر معاناة وتهميشا، مطالبا بإعادة النظر في وكالات التشغيل المحلية لتفعيل دورها.
وأضاف بن يحي أن شباب الجنوب يعاني أيضا من قلة المرافق العمومية والترفية (المركبات الجوارية، الملاعب، المراكز الثقافية ودور الشباب..)، إلى جانب مشكل السكن الذي يتفاقم من سنة إلى أخرى مع تسجيل انعدام صيغ السكن الاجتماعي.
ويرى عمر بن يحي أن من بين العوائق، نقص ثقة المسؤولين المحليين في شباب الولايات الجنوبية ويتحججون دائما بنقص الخبرة والتجربة، متسائلا «من أين يكتسب الشباب الخبرة وجميع أبواب العمل والمناصب موصدة في وجوههم؟»، وأشار إلى أن غياب المراقبة أدى لاستفحال البيروقراطية. معتبرا أن انعدام لغة الحوار بين المسؤولين والشباب يقف حاجزا أمام ايصال الانشغالات والمطالب المختلفة، وهو ما جعل الشباب يخرج للشارع للاحتجاج، داعيا المسؤولين إلى الوقوف الجدي على مطالب شباب الجنوب والسهر على تطبيقها ومراقبتها. ووجه بن يحي رسالة إلى كل أبناء الجنوب بعدم الخروج عن المطالب الاجتماعية «وعدم الانسياق وراء دعاة الفتنة، الذين أرادوا تسييس المطالب، وقطع دابر من يتربصون الدوائر بالجزائر الغالية» .
إجراءات الحكومة... خطوة
في الطريق الايجابي
أكد عبد المالك.ب من مدينة ور''لة، أن شباب الجنوب عانوا من التهميش وغياب التنمية رغم توفر الموارد والطاقات المادية والبشرية الكبيرة التي أُهملت، موضحا أن المنتخبين لم يوفوا بوعودهم التي قدموها في حملاتهم الانتخابية وهذا منطق لم يستوعبه الشباب في المنطقة الجنوبية، فاحتج على تلك الممارسات ليقول «نريد عملا وعدلا والمشاركة في بناء الوطن والاقتصاد، فنحن نملك الكثير لنقدمه لوطننا الجزائر ولنا طاقات وإطارات هُمشت، بإمكانها شغل مناصب رفيعة في كل الميادين فافتحوا لها الفرص والأبواب».
وأشار عبد المالك إلى أن الشباب بسبب المشاكل الاجتماعية، أصبح لا يعير الاهتمام لمختلف المرافق الثقافية والشبانية المتوفرة. وقال أن معاناتهم اليومية من بيروقراطية الإدارة في استخراج الوثائق «فما بالك بالتشغيل إذ يواجه الشاب عراقيل تبدأ من التسجيل في الوكالات المختصة واستخراج الملف والشروط التعجيزية، وهذا أمر يحتاج بالطبع إلى إعادة نظر من قبل المعنيين».
ونوّه عبد المالك بالتعليمات الصادرة عن الوزير الأول عبد المالك سلال فيما يخص التشغيل بالجنوب، معتبرا ذلك خطوة في الطريق الايجابي تصب في صميم ما يعانيه شباب الجنوب من مشاكل، لكنها ـ كما قال ـ تحتاج إلى متابعة حقيقية لتنفيذها، داعيا إلى رفع نوعية وجودة التكوينات وإنشاء مراكز وفتح تخصصات تتناسب والطابع البترولي والصناعي للمنطقة «فشباب الجنوب يحب وطنه ويريد أن يساهم في تطويره ويريد فرصا ليبدع فيها ويفجر طاقاته».