أصبح تشغيل الشباب الذي لا يملك مستوى علميا أو تكوينا مهنيا أو حرفة هاجسا كبيرا له وعبئا ثقيلا على الهيئات المعنية والسلطات المحلية، وأضحى الكثير منهم يفضل الربح السهل باتجاهه إما للأسواق الفوضوية أو لحراسة حظائر السيارات غير الشرعية .
ومن أجل القضاء على هذه ''المعضلة'' تحاول الدولة جاهدة تسطير برنامج خاص لإدماج هذه الفئة في عالم الشغل من خلال إنشاء الأسواق الجوارية، وتنظيم تسيير الحظائر على مستوى البلديات.وقفت صفحة ''شباب بلادي'' عند هذا المنعطف الذي يعتبر هاما في الحياة المهنية للشباب، كانت وجهتها بلدية حسين داي بالعاصمة.
البداية كانت مع شاب يبلغ من العمر ٣٦ سنة، متزوج وأب لطفلين، يقوم بحراسة حظيرة ـ غير شرعية ـ مع أحد أبناء الحي.
يقول ''س. ب''، هذا هو العمل الوحيد الذي أجلب منه رزق أولادي، بعدما جرّبت عدة مرات التجارة في مختلف السلع، لكن محاولاتي باءت كلها بالفشل، وقد قمت بإيداع ملف على مستوى البلدية من أجل الاستفادة من طاولة في إطار إنشاء الأسواق الجوارية، وأتمنى أن أكون من المستفدين.
نحتـاج إلى مكتـبــة
نريمام طالبة في النهائي وجدناها في المركز الثقافي ''عيسى مسعودي'' الموجود على مستوى بلدية حسين داي، تقول: ''أهم انشغال بالنسبة لي ولكل الطلبة هو مكتبة بلدية بما يحمله المعنى، أي مكتبة في مستوى المتطلعين والشغوفين للعلم والثقافة، تؤدي الخدمة المنوطة بها ومفتوحة لكل الفئات، فبلدية بمستوى منطقة حسين داي لا تملك إلا مكتبة بالمركز الثقافي وهي عبارة عن قاعة لا تستوعب العدد الهائل من طلبة المؤسسات التربوية الموجودة بالمنطقة .
سفيان: شاب ألف نفس المهنة برفقة عدد من شباب الحي، حيث يتداولون على حراسة السيارات ليلا نهارا، السلوك السوي وأخلاق سفيان ومن معه جعلهم يكسبون ثقة الكثير من سكان الحي الذين يؤّمنونهم على سيارتهم في ظل نقص الحظائر ببلدية حسيين داي إن لم نقل انعدامها، ما خلق اكتظاظا كبيرا بالمنطقة المستغلة، ولهذا يأمل ويطلب هؤلاء من رئيس البلدية خاصة ومن السلطات المحلية عامة إنجاز مشروع حظائر في إطار البرامج التنمية المحلية تسيّر بطريقة منظمة ومقننة يستفيدون منها، مثل مشروع الأسواق الجوارية الذي أخذت قسطا كبيرا من اهتمام السلطات.
حكيم .م ، شاب ورث مهنة التصوير عن أبيه، قام بإيداع ملف للاستفادة من مشروع ١٠٠ محل ببلدية حسين داي، ويأمل أن يأخذ طلبه بعين الاعتبار حيث أكد، أنه يعمل ''مصورا متنقلا، ما يجعل عمله أن يكون موسميا، يركن للراحة أيام الشتاء والبرد،
في إطار هذا المشروع يقول الشاب المصور: ''استفادتي من محل يساعدني على الاستقرار في عملي ويسمح لي بتوظيف شاب على الأقل في البداية، لأعمل على تطوير مهنتي والمحل، ما يوفر مناصب شغل في المستقبل لشبان وشابات كون مهنة التصوير يقوم بها الجنسان في مجتمعنا''.
نريـد تفجـير طاقاتـنا
لمين .أ ٢٥ سنة وجدناه واقفا في مدخل المركز، يقول: ''أنا أهتم بالنشاطات المتوفرة بالمركز من مسرح وموسيقى، لكنها تبقى ناقصة لا توفي الغرض، وأتمنى وأطلب من المعنيين تفعيل وتسطير برنامج ثقافي وترفيهيي ينم بميولات الشباب وتوفير جو يساعد على اكتشاف المواهب من مرحلة الطفولة وتطويرها، ما يبعد الشباب عن الجنوح والانحراف'' .